عبث في عبث :

تستمر الحياه ونبقى نحن نمثل ادوارنا فيها وكأنننا نحياها لنتأرجح بين الصعود والهبوط,,, نتيقن من صحة وجهات نظرنا في كل شئ في نفس اللحظه التي نشك فيها في كل شئ,,, نؤمن بشده ثم نكفر بشده بكل ما آمنا به,,, تتوالى علينا موجات الأحداث والأشخاص,,, تعلو الموجه أحيانآ فنقابلها بفطرتنا وكل مايشغلنا هو أن نركب الموجه ولا ندعها تعيدنا للخلف,,, ونبقى نتابعها وكأنها كل الحياه,,, حتى نصل إلى الشاطئ الذي لانراه أصلآ,,, وعندما نصل إلى الشاطئ نكون في خضم موجه جديده,,, نهتم بها وكأنها هي كل الحياة من جديد,,, وقد نسينا أو تناسينا تمامآ الموجه التي سبقتها,,, ولا نستطيع أن نفكر في أن موجه جديده بإنتظارنا. فكل مايحدث حولنا هو عبث من نوع ما,,, المسلسلات والأفلام والأغاني وحتى نشرات الأخبار عبــــث,,, المنتخب ومنتخب الخماسيات والأهلي والإتحاد والكره في ليبيا عبـــث,,, الزياده في المرتب والسلف والقروض عبــث,,, إرتفاع الأسعار ونقص السلع والجامعات والمدارس عبــث,,, خنوعنا وخضوعنا وإستسلامنا وإحباطنا ويأسنا وإنتظارنا وخوفنا عبــث,,,‎ ‎ إداراتنا وأماناتنا وقطاعاتنا عبــث,,, نقرأ وننفعل ونشاهد فننفعل ونسمع فننفعل ثم نستمر في العيش حتى يحدث ماننفعل له لبعض الوقت ثم ننسى مجددآ أنه أحد أنواع العبـث,,, خوفنا من شئ في الماضي عبــث,,, وخوفنا من الحاضر عبــث,,, وخوفنا من المستقبل عبــث,,,‎ ‎.......... "ماتكبرش الموضوع, تمتع بالسئ فالأسوء قادم, وضاقت لما إستحكمت حلقاتها فرجت, وغدآ تتفتح الزهور, والشكوى لغير الله مذله ..... إلخ...",,,‎ ‎ هذه كلها مفردات نزيد بها العبــث,,, هروبنا بكل أشكاله,,, إدمان أو إيمان, دروشه أو بلاهه, متابعة التلفاز او الإنسياق تحت وطأة القرش, الهجره أو الإنتحار, كل ذلك هروب من العبــث إلى العبــث,,,‎ ‎ أما قمة العبــث أن تكملوا قراءة هذه الكلامات وأنتم تنتظرون أن تجدوا عندي حلآ لكل أو لجزء من هذا العبــث,,, والجزء السلبي الذي سيصلكم من كلامي هذا حين يفكر أحدكم أنها كتابه متشائمه,,, أما الجزء الإيجابي الذي سيجده بعضكم حين يفكر أنها محاوله لتنظيف الجرح ودعوه للتحرك,,, وكلاهما عبث,,, وكلامي هذا ليس إلا دوري الذي أقوم به وسط سيمفونية العبــث التي إكتشفت أننا نحياها ونمثل أدوارنا فيها كي تستمر الحياه...... ويستمر العبث..

ناصر العوكلي ...