" إنا لله وإنا إليه راجعون ..."
جابر سعـــد ...
" إنا لله وإنا إليه راجعون ..."
جابر سعـــد ...
يعد الفساد الإداري من السلبيات التي استشرت في مجتمعنا بشكل يدعو للعجب وقبل الخوض في خضم هذا الموضوع وجب علينا تحديد ماهية مفهوم الفساد الإداري ؟ تشير كلمة فساد في اللغة العربية إلى العطب وتأتي من الفعل فَسَدَ بمعني تشير إلى التلف والعطب والاضطراب والخلل وإلحاق الضرر .. أما في اللغة الإنجليزية فيعني التلف وتدهور الفضيلة ومبادئ الأخلاق بمعني أنه يشير إلى السلوك الفعلي الذي ينطوي علي التلف والتدهور الأخلاقي طبعا التعريفات تختلف وهذا ليس حديثنا وسأحاول الاختصار قدر الإمكان حتى لا يكون الموضوع مملاً .. طبعا أنواع الفساد الإداري متعددة منها ... الإساءة إلى الوظيفة العامة من أجل تحقيق مكاسب خاصة سواء في شكل عائد مادي أو معنوي وذلك من خلال انتهاك القواعد والإجراءات المعمول بها وما شاء الله ما أكثر هذا النوع لدينا وهو واضح في بعض مؤسساتنا الإدارية بشكل ٍ كبير أيضا استغلال المنصب الإداري وتقاضي الرشوة والعمولات و التي أضحت هذه الأيام ضرورة لا يمكن للعمل الإداري أن يسير بدونها إلا فيما ندر والاختلاس بطرق خفية وذكية وغير ذكية ...!!! ومحاباة الأقارب ، مثلا من خلال تقديم خدمات عينية لهم كتوفير فرص للعمل وفرص للتعليم بالداخل أو الخارج وغيرها وهذه الأمور في مجملها لا تخلو منها مؤسساتنا الإدارية من فوق إلى تحت وإلا ما كان هناك كل هذا الإهمال والتخلف الذي نلاحظه جلياً في قطاعاتنا والمتضرر الوحيد هنا هو البلد والمواطن البسيط بدون شك.. طبعا هذه الأساليب الفاسدة لها تأثيرها علي المجتمع برمته فانتشار صور الفساد الإداري المتعددة وما يرتبط بها من ضعف الانتماء والشعور بالهوية الوطنية يقودنا إلى عدة احتمالات مثل قلة الكفاءة في الأداء العام وإضعاف القواعد القانونية فنجد القانون يقف ضعيفا وعاجزاً أمام هذه السلبيات وإلا ما كانت موجودة فعملية الردع القانوني غير مفعلة وغير مجدية بالشكل المطلوب وإذا كانت هناك ثمة قوانين وعقوبات رادعة لقلت حدة موجة الفساد الإداري في مؤسساتنا الإدارية . ولا ننسي طبعا أنه في ظل ممارسات الفساد هذه تتراجع معايير الكفاءة والقدرة علي الأداء كشرط لشغل المناصب داخل المؤسسات نتيجة بالطبع إلى انتشار المحاباة ، والمحسوبية ، ويصل الكثير من الذين لا يتمتعون بالمهارات والكفاءات المطلوبة إلى أعلي المناصب وطبعا هذا يؤدي حتما إلى انخفاض قدرة المؤسسة و تدهور خدماتها وينعكس هذا علي المجتمع ككل فلو تحرينا الدقة في عملية الاختيار ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب وفعلنا قانون العقوبات الإدارية بالشكل المطلوب لقلت حدة ووطأة الفساد الإداري .. وطبعا الفساد الإداري يدل علي الفساد السلوكي للأفراد وهذا مرجعه إلى عدة أسباب قد تكون اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية ولكن طرق الوقاية والمعالجة تأتي بثمارها أن وجدت من يهتم ويسعي بصدق إلى إصلاح سلوكيات الأفراد داخل المجتمع من خلال غرس القيم الفاضلة والنبيلة منذ الصغر في أبنائها كالصدق وعدم السرقة والاعتداء علي ملكيات وحاجات الغير وزرع الهوية الوطنية وتعليمهم احترام المجتمع من خلال احترام المصلحة العامة.. و هذه الأشياء يفترض أن تلتزم بها الأسرة أولا تليها المدرسة التي من المفروض أن تلعب دوراً حيوياً في غرس وتنمية هذه القيم الفاضلة في نفوس تلاميذها وللأسف ما نلاحظه في بعض المدارس من عدم اهتمام الطلاب بأداء النشيد الوطني أمر يدعو إلى الغرابة فكيف بالله عليك تخلق من هذا الطالب الذي يأتي يوم ما ويتقلد منصبا إداريا شخصا ً يحترم المال العام وهو لم يتعود علي الانتماء للوطن واحترام المصلحة العامة ، مذ كان طالباً يقف في طابور المدرسة ....؟ نسأل الله الصلاح للجميع فصلاح البلاد مربوط بصلاح العباد والتغيير إلى الأحسن لا يتم إلا إذا غيرنا من أنفسنا بالتأكيد وأن الله لا يغير ما بقوم ٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم .. احترامي للجميع
من منا لم يخطئ؟ من منا لم يتخبط فى دياجير الضلالة والمعصية؟ من منا لم يمر بظروف صعبة أحالت حياته إلى جحيم لا يطاق؟ من منا لم يعش ببيئة سيئة جعلت من الفساد أمرا لا مفر منه...
وكما قيل فى الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم بما معناه أن الإيمان يبلى كما يبلى الثوب, فجددوه بكلمة لا إله إلا الله....
( لا اله إلا الله).... فقد يخبو الإيمان أحيانا,, وترجح كفة الشر لدى الإنسان, وان لم يتدارك الإنسان نفسه فقد يضيع تماما.. والله خير حافظا...
وكما نعلم جميعا فإن ظروف عصرنا الراهنة صعبة, ضيقت الخناق على عديد من شبابنا, من غلاء الأسعار وزيادة الأعمار دون إعمار....
بطالة عامة, خمول وكسل يكاد يودى بهم إلى الهاوية, فليس هنالك عدو أشد على الإنسان من الفراغ, وليس كلنا يملك الصبر والتحمل, فهنالك من يلجآ إلى ربه متضرعا وكلما مر به ظرف ازداد تمسكا بالله, وهناك من تقسمه الظروف وتهد حياته وتدمر نفسيته فليجأ إلى الشرب والانغماس فى الملذات وإدمان المخدرات هروبا من ألمه وواقعه المرير,أو ظنا منه بأنه حل لمشاكله,,
ومنهم من يستمر فى غيه وضلاله, ومنهم من يهده الله سبحانه, فيرجع تائبا إلى الله عز وجل, فيرجع أطهر مما كان عليه, علاوة على سيئاته التي بدلها الله له بحسنات, سبحانه الكريم المنان.
وهؤلاء من أعنى بكلامي,, هؤلاء من أقصد.... هؤلاء من يؤرقني حالهم...
فمجتمعنا لا يرحم.. فبعد أن يتوب الشخص من زناه أو شربه للخمر, أو خروجه من سجن دخله بسبب أو ظلما, ينطلق هذا الإنسان التائب النظيف إلى العالم الخارجي, محاولا وبقوة نسيان كل ماضيه والوقوف على قدميه ليعيش حياة أفضل,,, لكن هيهات,, هيهات,,
فهو وهى وهم فى انتظاره,,,ليقولوا له: اذهب فأنت زان,,, ابتعد يا سكير,, مع انه تاب ورجع إلى الله...... والغريب أن الله الذى نعرف أنه من سيحاسبنا,, يغفر ويرحم ويصفح, ويبدل السيئات بالحسنات, ونحن من أمرنا ليس بأيدينا نحقد وننسى أن نتناسى أخطاء الغير, ونعتبرهم مجرمين ما عاشوا على هذه البسيطة, قاطعين بذلك كل فرصة لهم لمحاولة العيش من جديد....
وحتى وإن عاملناهم بلطف, فان تلك النظرة المزدرية لن تبرح أعيننا, وإن جاءونا خاطبين رفضناهم, وغن أرادوا العمل ليعشوا بشرف صددناهم, ولسان الحال يقول,, اذهب... لم أغفر لك أبدآ.......
لماذا؟؟؟ أولسنا بشرا ؟.. نخطئ ونصيب؟ نعصى ونتوب؟
لماذا لا نترك الحساب لرب العباد؟ وندع الخلق للخالق؟
لماذا لا نأخذ بيد من كان سجينا ونعطيه فرصة للعمل والعيش بإخلاص وشرف؟
لماذا موصد الأبواب فى وجه الزناة ؟ ونحن نعلم أن الله غفور رحيم؟؟؟
وما يدرينا لعل لديهم عمل يستحقون به الجنة؟؟؟؟
فلنقف وقفة إنصاف... ولنتعلم الصفح والغفران..
ولنعط المخطئ التائب فرصة ليصلح من نفسه.. ولنأخذ بيده... لكي نجد من يأخذ بأيدينا حينما نخطئ....
__________________________
لست كاتبه., لكنني أحب ليبيــــ البيضاء ـــــا وبعمق...
ليس من الضروري أن اعبر عن نفسي, لكن قضية غيري هي قضيتي...