الجمعة، 31 يوليو 2009

الكتـــاب الصريــح في وصف رقادة الريح ..


هو ليس من كوكب المريخ .... أو إنسان ما قبل التاريخ .... هو مواطن ومثله كثيرون.... تحت خط الفقر يعيشون .... مثالنا يا سادة ... مواطن كالعادة ... تزوَّج بمنزل والديه ... وضاقت غرفته بزوجته وولديه ... فاتجه ليستأجر مسكنًا ... ليدفع ثلاثة أرباع راتبه ليسكن.... ومن أين لراتبه أن يدوم... بعد قرار الملاك الوظيفي المشؤوم ؟ ... وأصبح خارج الملاك ... وأضحت أسرته عرضة للهلاك ... مثالنا يا سادة ... مواطن كالعادة .... باع كل ما يملك ليشتري قطعة أرض..... وبجهد خارق استطاع الحصول على القرض .... واستدان ما استدان .... وشرع في البناء ... ولكن ... قبل الانتهاء .... علم أن منزله في الإزالة... وقرار الإزالة قائم لا محالة... فعاد لبيت والده مكسوراً ... يجرجر أذيال الذل مقهوراً... فلم يعد يملك قوت يومه .... مثالنا يا سادة ... مواطن كالعادة ... لا يجيد اللعب مع الكبار ... ولا يدرك حيل التجار... ولا يعلم دهاليز المرابيع ... لكونه أحد الجرابيع ... ولم يتعلم فن الالتفاف على القانون ... ولم ينهل من علوم القطط السمان وما يعلمون .... لم يجلس ليتعلم بمدرجات الحذاق .. ولم يدرك يومًا للشبع مذاقًا ... مثالنا يا سادة ... مواطن خارق للعادة .... أبى إن يسرق كمن سرق .... ورفض السباحة خلف من في الحرام غرق ... بل تعلم أن القناعة كنز لا يفنى.... ففنيت القناعة وما حقق ما تمنى... وتعلم أن الإنسان يملك سبع أرواح كالهرة.... لأنه يموت كل يوم ألف مرة ومرة... مات يوم عجز عن شراء الدواء.... لطفلته التي أصابها عضال داء .... مات ألف مرة ومرة .... يوم لم يجد ثمن رغيف خبز ذات مرة .... مات بكافة الأنواع والطرق العديدة ... بيوم عيد لا يملك لصغاره ثمناً لملابس جديدة ... مثالنا يا سادة ... مواطن كالعادة .... لا يملك مركوبًا ولا يجرؤ آن يفكر فيه .... لكونه ما وجد منزلاً عن ذل الإيجار يحميه ... لكن ... لا بأس فمثلك كثيرون ... تحت الخط والريح راقدون ... لا يملكون إلا انتظار تصريحات المسؤولين .... لعل وعسى قد تأتى يوماً بما تتمنون وتشتهون ....

" إنا لله وإنا إليه راجعون ..."

جابر سعـــد ...

ليست هناك تعليقات: