الخميس، 25 فبراير 2010

سكان جلسة مغلقة ...


جلسة مغلقة (1) ....






سكان تلك الجلسة المغلقة يقولون عندما يصل عمر الإنسان إلى السبعين

يشتكي من غير علة !!!

ولكن حال بلادنا يجعلك تشتكي وأنت في ربيع شبابك !!!

من علل يطول المقام والزمان للحديث عنها !!!

لك خياران لا ثالث لهما ؟

الأول إن تنخرط في جحيم القروض وما أدراك ما القروض ...

بالرغم من عيشك في دولة لو أراد حاكمها مقارنتاً بتعداد سكانها

وبثرواتها أن يبني قصور تفوق عدد رمال الصحراء ألكبري ؟؟؟

عجيب حال سكان تلك الجلسة المغلقة ؟؟؟؟

أما نحن لسنا بأهل هذا البلاد

أو لسنا بشر

ا أو أن رئيس تلك الجلسة ظالم

حتى وصل بنا الحال إلي هذا الحال !!!

وخيرات بلادنا تصب في انهار أفريقيا من غير المسلمين !!!

وأبناء ليبيا الأمس وليبيا اليوم وليبيا الغد المزعومة

يسكنون محطات المياه والكهرباء !!!

وملحقات البيوت وأكواخ الصفيح ....

أما الخيار
الثاني والذي أصبح شبة إجباري

بان تنسي بأنك شاب ولك طموح بان تنعم بحياة هنية

وزوجة صالحة وأبناء ومسكن

وان تبقي داخل حلقة مفرغة من الطموح والآمال والمستقبل

وعش علي سراب ليبيا الغد !!!

وأي غد بعد 40 عام


قال عمر رضي الله عنه

"لو تعثرت
بغلة في العراق سأسال عنها يوم القيامة لما لم أمهد لها الطريق "

رحمك الله يأمير المؤمنين

(فقد تعثر قرابة الملايين من الليبيين هم بشر وليسوا بغال أعزكم الله)

فمن يسئل عنهم؟؟

بالله عليكم أجيبوني .....

يا من أقلامكم تنضح بالحق

(فعقول الرجال تحت أسنة اقلامهم)


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


إلي هذا الحد أقف لعل الله يجعل لنا مخرجاً

ولا نقول إلا ما يرضى الله وان يصلح الله ولي أمرنا إلي ما فيه صلاح البلاد والعباد..

وصلى الله علي شفيعنا يوم الدين صلاة كما أمرنا بها رب العالمين

(يأيها الذين أمنوا صلوا علية وسلموا تسليما)

اللهم صلى وسلم على نبينا محمد

واجزه أفضل ما جزيت نبياً عن أمته

(خطت بقلم //? أخوكم احمد كريم)

وللحديث بقية فى جلسات نسئل الله ان لا تكون مغلقة ...


السلام عليكم

وسامحوني أن أقضت مضجعكم

الأربعاء، 10 فبراير 2010

أم ... تعانق ابنها بعد سنوات..في حمام؟؟؟!!



هذه القصة سطر من صفحة في كتاب ملون بكل الألوان ..اسمه بوسليم ....

فإن أردت أن تتحدث عن روائع العبادة هناك في أقسي الظروف فسوف تجف أقلامك وأنت تستعرض صور القيام والصيام والذكر ومناجاة الرحمن والزهد والصبر والإيثار وغير ذلك بمواقف تذكرنا بزمن الرعيل الأول....وإن كنت تريد أن تسجل روائع الشعر الفصيح منه وغير الفصيح..... فسوف تجد نفسك وقد قدمت للمجتمع دواوين من أروع ما نفثته قرائح المبدعين الناظمين ...وإن كنت تريد الحديث عن الكرامات فحدث ولا حرج ولقد رأيت بأم عيني من الكرامات للسجناء والتي إن تحدثت بها فسوف يقول البعض منكم بأن الكاتب متمرس في الكذب والتأليف ...ففيه من كل بستان أزهار بشتي الألوان والروائح .....عموما كنت قد وعدتكم بسرد قصة للقاء أجزم بأنه لم ولن يحدث إلا ماشاء الله... ابن ... سجين بغير جرم يستحق الزج به في السجن .....مواطن ليبي مسلم .....التقي بوالدته بعد سنوات من البعد والعذاب والحرمان ...أتدرون أين ..نعم أراكم تقولون جميعا لقد أخبرتنا آنفا بأنه التقاها في دورة مياه ( حمـــــام )....ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ...كيف ذلك...ولماذا ..وووووووو.....عموما هاكم القصة فلا أريد الإطالة حتي لا أفسد جوهر القصة وروعتها ...بل وأجوبتها ...بل وغرابتها ..... هو شاب في العشرينيات من عمره ....كغيره من الكثير من شبابنا الذين زجوا بهم في السجن بوشاية مغرضة ...وبمكيدة ظالمة ... أو من الذين أراد من زج بهم في غيابة الجب الرتبة والحظوة والمال والقربان .....هذا الشاب مرض في السجن نظرا لسوء المعاملة ... لقلة الرعاية الصحية ...لكثرة انتشار الحشرات في كافة ذرات أجسادنا ...لفساد الهواء ....ولتلوث الماء...وللضرب المبرح آناء الليل وأطراف النهار...بسبب آية تقرؤها ...أو صلاة تؤديها ...قدر الله أن يدخل هذا الشاب للمستشفي بعد أن أشفي علي الموت ..رغم موت الكثيرين بسبب المرض ولم يتمكنوا من الحصول علي علي الدواء في وقت من أوقات سجننا ... وطبعا كان الشاب المسجون قد أودع حجرة انفرادية....ويداه مكبلتان في السرير الذي ينام عليه...إضافة إلي وجود الحرس الذين يشرفون علي تقييده ..وفي بعض الأحيان يتسلون بإهانته وانتقاصه وسبه ولعنه..... وسبحان الله....((( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ))).... كان بعض المشرفين في ذلك المستشفي يتجول بين المرضي يتفقد الأمور.....وكان من بلدة سجيننا التي تبعد عن مدينة طرابلس بنحو ( 60 ) كم ....وعندما وقع نظره عليه....تملكته الفرحة لأنه وجده علي قيد الحياة وكان قد أشيع في بلدته خبر يفيد بموته في السجن ...وأيضا لم يقدر المشرف علي إبداء فرحته لأن ذلك سوف يكون سببا في إدخاله السجن .... وأخذ صاحبنا هذا يتردد خلسة ويفتعل أسبابا لكي يتحدث بها مع المريض في حذر شديد من أعين الحرس .. وذات مرة تمكن من الانفراد لدقائق معدودة به فطلب منه السجين رؤية والدته....قائلا له ..أستحلفك بالله ان تجعلني أري أمي..فقال لا أستطيع يا أخي .....فقال له عليك الامان من الله انا مظلوم وربما أموت في أي لحظة...فقط مكني من رؤية والدتي ..ولا يهمني بعدها ما يحدث لي..... فاستجاب له ذلك الرجل الذي تفطر فؤاده من رؤية حالة المريض المكبل في السرير...وقال لعلها حسنة ألقي بها وجه ربي...وكان السجين يخرج لدورة المياه لثلاث مرات فقط كل يوم .... الفترة الصباحية ..وفترة الظهيرة .. وقبل النوم ... فاتفق معه المشرف علي إحضار والدته وتمكينها من دخول الحمام كخادمة تعسل وتنظف.... وطلب منها الدخول في حمام معين .. واتفق مع السجين علي دخول ذات الحمام ... بعد أن استحلفه بربه العظيم وأخذ منه العهد علي عدم رفع الصوت والبكاء بصوت مرتفع ...لان أمره لو انكشف فإنه سيخسر الوظيفة ...بل ويقبع في السجن لامحالة بتهمة التعاطف..وربما يخسر عمره بسبب مرض عضال أو بلاء فتاك لطالما حصد الكثير من أبرياء ليبيا هناك .....وبعد أن اطمان صاحبنا توكل علي ربه مسافرا إلي أسرة السجين الذي لم ينم تلك الليلة من لهفة اللقاء ..غدا سأري أمي الحنون ..غدا يوم ميلاد...نسي العذاب والعناء والمرض والذل والهوان بشعوره فقط لرؤية أمه ....وبعد لقاء المشرف بعائلة سجيننا ..وأطلعهم علي الخبر لم يصدق الأهل بأنه لايزال علي قيد الحياة ..ابننا مات ..وانقطعت أخباره ..لعلك واهم ياهذا ..أو لك غرض في ذلك ....فقال لأمه غدا سوف توقنين بان ابنك حي يرزق...ولكن أعطوني يمينا بالله علي أنكم لاتتحدثون بهذا الأمر الذي إن ظهر فإن حياتي ستكون في خبر كان بلا ريب ..وعاهدوه ..وانطلق الوالد والوالدة..صباحا ...واللقاء كان في وقت القيلولة ..انتظرا خارج المستشفي..متي يأتي صاحبنا ......لماذا تأخر ....يبدو أنه مقلب... وفي لحظة أتي صاحبنا ترتعد فرائصه...خائفا وجلا ..جاءت لحظة الصفغر ..هيا انزلي من السيارة ياحاجة .... الأم ..هل ابني حقيقة موجود... نعم...لكن بالله عليك لا تفضحي أمري مهما حصل ...ورافقها إلي الدور العلوي من المستشفي...وأدخلها حجرة وأعطاها (( دلو ماء)) ومكنسة وقطعة قماش لكي تدخل الحمام علي أنها منظفة من المنظفات اللائي يعملن بالمستشفي .. وعندما اقترب من القسم الذي فيه ابنها انحبس الكلام في حلقه وقال لها مشيرا من بعيد تلك هي دورة المياه ..ادخليها بهدوء ....ولاتنسي مااتفقنا عليه من خفض الصوت وغيره ...وبعد نصف ساعة سيكون ابنك معك في نفس الحمام؟؟؟؟؟!!!!! ليدخل صاحبنا إلي حجرة السجين بعدما اطمأن من دخول الأم ونجاح مرورها دون أدني ريبة .. وتظاهر المشرف بأنه يريد غعطاء الدواء للسجين الذي طلب منه المشرف التظاهر بالإسهال حتي يمكث وقتا طويلا نوعا ما مع امه..و أخبره بان الوالدة الآن في الحمام ... الله ...أمي الآن في الحمام ...لا أصدق.. بعد عامين سوف أري أمي ...وهنا طلب السجين حصته من الحمام فقد حان الوقت ..وأخذ يضع يده علي بطنه ويتألم ...سأله الحرس ..ما شانك..فقال له ألم في معدتي من الإسهال ..اسمح لي بوقت في الحمام ..فقال له ليس علي حسابك ..ماهما إلا دقائق معدودات وإلا اقتحمت عليك باب الحمام ...فدخل السجين.... يفتح الباب ...أخيرا رأي العين ..بعد انتظار الأم لنصف ساغة وهي واقفة ... ابني حبيبي...لا أصدق ... عانقها عناقا حارا ... ملأصدرها ورأسها ووجهها بدمووووعه....جلس علي ركبتيه.. يقبل رجليها قائلا ..سامحيني ...والله لم أذنب في شئ...قول لي بأنك راضية عني... ولا تهمني الحياة بعدها ....تجلس الأم علي ركبتيها ..ومياه حمام الدورة تملؤهم ...تبكي وهو يبكي..ولكنه بكاء بلا صوت ..لأنك وإن كنت تعانق أمك وفي الحمام ...فإن ذلك سوف يقلب الحمام علي رأسيكما .. أخذ منها غطاء رأسها .. وخلع جوربها.. وأخذ يشتم رائحتها .. والحرس يطرق خارجا بأعلي صوته..أخرج وهو يناديه.. الإسهال ملأ ملابسي ... وبعدما بات في نية الحرس اقتحام الدورة خوفا من هربه من النافذة ... خرج من دورة المياه .. والأم باكية في الداخل .. تخفي لوعتها وبكاءها ونارها المشتعلة ..وداعا يا مهجة روحي . ربي يرضي عنتك يا قطعة كبدي...... وعندما رأي الحارس وجهه مبتلا من الدموع.. وثيابه مبتلة من مياه الحمام ..قال له هل قضيت الحاجة في ملابسك ...قال نعم .. قال ولماذا الدموع في عينيك ...فقال له السجين .. من شدة المغص... وهنا يأخذه الحارس بحركة عنيفة ويحكم تقييد ه من يده في السرير كالعادة ... وفي هذه الأثناء خرجت الأم بعدما أعطاها المشرف الإذن في ذلك ..خرجت حاسرة الر أس ...ثيابها مبللة ...حافية القدمين ... والناس ينظرون إليها ويظنونها امرأة غير سوية ... لا إنها سوية ... ولكن غير السوي ... أن تكون مسلما وفي بلاد مسلمة .. وتودع السجن .. بغير جرم ارتكبته ..ولا تتمكن من رؤية أشرف الناس...ومن تراب الجنة تحت قدميها .. إلا في الحمام ...أرجو أن تكون قصتي قد عرفتنا قيمة الأم ...فحافظوا عليها...

سلامي ودعائي بالحفظ لأمهاتكم..

صـــلاح سالــــم

أغـــــــرب عمليــــــــة جراحيــــة .. في العصر الحد يث!!؟؟


لا تتعجبوا من غرابة هذه العملية الجراحية... الخرافية ...الأسطورية ..

ولا تتعجبوا من نهايتها .. التي عاش فيها من كان الجميع يتوقع موته ....

ومات فيها الطبيب المداوي....!!!




إن الطبيب له علم يدل به ....... إن كان للمرء في الأيام تأخيــــــــر


حتي إذا ما انقضت أيام رحلته ....... حار الطبيب وخانته العقاقيـــــر


دعونا ننتقل إلي أرض الحدث...... ومكان العملية ...... وأدواتها الغريبة جدأأأأأأأأأأ ؟؟؟


مكان العملية... حجرة من حجرات سجن أبي سليم .


فيها ماتشتهيه النفس وتلذ الأعين من كل أنواع الحشرات ... الطائرة كالذباب والبراغيث... والتي تمشي علي أرجل كالنمل ... والقمل بأنواعه التي تتجول في الإبطين والعانة.... فضلا عن قمل الرأس ... الذي لاتكاد تري فروة الرأس لكثرته.... ناهيك عن الصراصير ... والفئران التي تخرج من صرافة الحمام ليلا ونهارا ... تجذبها رائحتنا التي تزكم الأنوف ... فتراها في مشهد بات طبيعيا تتمشي فوق بطوننا وتشتم أفواهنا ... وتتفسح بين ملابسنا في اليقظة و النوم علي حد سواء.... هذه المخلوقات زد عليها الظلمة والعتمة حيث لا انوار في غالب الحجرات ... بل حتي النوافذ قد أحكموا إغلاقها فصرنا في ظلمات بعضها فوق بعض ولا ننظر إلا بنور من نور ربنا ..


وفي وقت من أوقات السجن كان مجرد طرقك علي الباب لمناداة الحراس كي يسعفوا مريضا أو يأخذوا جثة لسجين مات في الزنزانة .... كان ذلك لا يعفيك من الضرب والعقاب... لماذا تطرق ... من أنت ... ما هي صفتك ... لا تطرق الباب ولو مات من مات .... فتضرب أنت وكل من في الحجرة بجتي تكون عبرة لغيرك ... وفينا الشيخ الهرم والأكاديمي والقاضي وحامل القرآن ..


في تلك الأيام الخالية مرض أحد السجناء وأخذ يصرخ بأعلي صوته... ويئن أنينا مدويا يسمعه كل من في السجن تقريبا ..... والشباب لا يملكون سوي التضرع إلي الله بشفائه وتخليصه من هذا العذاب...

وكان في الزنزانة طبيب... من السجناء .... فقام بتشخيص حالته التي أظهرت بأنه يعاني من آلام الزائدة الدودية ..


وتمضي الدقائق والمسكين يصرخ حتي ضعف صوته وظن الجميع ان الموت أمسي قاب قوسين أو ادني منه ..


وهنا اكد الطبيب ضرورة التدخل الجراحي... وإلا فإن الموت آتيه اليوم لا محالة ..


كيف ذلك ياطبيب ..... أين المعدات ... أين ادوات التعقيم .... أين المشرط ..... أين أدوات الخياطة


أين المضادات الحيوية .... أين المسكنات .... أين الضمادات والقطن ... أين .. وأين .. وأين ..



انظروا معي إلي أغرب المعدات الجراحية ... التي لم تدخل في جراحة قبلها ولا بعدها ....



انظروا إلي العملية الجراحية الأعجوبة التي كللت بنجاح.... وصاحبها اليوم يمشي علي رجليه,,,



لنبدأ في عرض العملية التي تجري في حجرة معقمة بكل انواع الحشرات وبرفقة الفئران وفضلاتها !!!!


نعم نحن الآن في حجرة مظلمة لا أنوار فيها أبدا .. ولكن رحمة الله أضاءتها


((( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور )))



التف الشباب متحلقين حول المريض..


طلب منهم الطبيب قراءة القرآن.... لكي يستعين بلعابهم بعد القراءة كمسكن مبارك وكمعقم للجروح ... وكمضاد حيوي رباني.....


لعلكم تسألون عن المشرط ؟؟؟؟,,,,, وكيف قام طبيبنا الحاذق بفتح بطنه ... نعم من حقكم السؤال.



المشرط فريد جدا ... عبارة عن علبة طماطم (( مصفحــــة... غلفها الصدأ من كل جوانبها ))؟؟؟؟




بدأ الطبيب باسم الله تعالي.... ممسكا بالصفيحة ليفتح بها بطنه والمسكين يصرخ باعلي صوته ... لا تبكي ياهذا ولا تصرخ ...أنت ميت لا محالة .... فدعنا نحاول فربما أحدث الله بعد ذلك امرا ...



وفعلا يصل الدكتور إلي مراد .... ويفعل فعلته..... ويطرد الخبث وينظف الأحشاء..



وهنا تأتي المرحلة الثانية من العملية .... وهي مرحلة خياطة الجــــــــرح !!!


أتدرون ما الإبرة المستخدمة في ذلك .... وما نوعها .. لا تتعجبوا عندما تعلموا بأن الإبرة والمخيط الذي قام بخياطة الجرح كان عبارة عن(( سلك بلاستيكي مقطوع من المكنسة )) يعني إحدي أسلاك المكنسة .... والخيط الذي تمت من خلاتله الخياطة كان مأخوذا من أسلاك ملابس السجناء .... فعقدت في بعضها ..... وربطت بالسلك البلاستيكي المأخوذ من المكنسة (( الإبرة )) ... وفعلا بطريقة ربانية استطاع الطبيب إغلاق الجرح المفتوح .. والحشرات تمشي علي يديه وعلي الجرح ذاته .... والسجناء يتضرعون إلي ربهم ليحيا ويعيش..

وبعد ذلك .. طلب الطبيب من السجناء الذين انشغلوا جميعهم بقراءة القرآن ... طلب منهم وضع العاب من كل منهم علي الجرح ليكون بمثابة مضاد حيوي ومسكن ومضمد للجراح .... يحمل في طياته أثرا لآيات الله عساها تكتب له الحياة .... وفي تلك الليلة احتفلت الفئران وكثير من الصراصير والحشرات بأنواعها .. فقامت الليل ولم تنم .... لأنها وجدت وجبة دسمة .... دم وقيح وصديد ... وروائح ...



ويوما بعد يوم أخذ السجين يتماثل للشفاء .... وأخذ يقوم ويمشي ... ويصلي ... ويأكل.... والحشرات والذباب لا يفارقه كما انه لم يفارقنا كذلك


وبعد فترة اجتاح السجن مرض الدرن ... الذي قضي علي عدد من السجناء... لنقص الرعاية المطلوبة وقتها ...


وكان من بين ضحاياه الطبيب الذي قام بإجراء هذه العملية الأعجوبة .... مات الطبيب رحمة الله عليه ..


وعاش السجين الذي كان في عداد الموتي..... ويخرج بعد ذلك إلي أهله ...


رنسأل الله سبحانه أن لايعيد علي مسلم ما كان في تلك السنوات ... وأن يغفر للموتي ..



وتذكروا قول ربكم (((( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها )))


متعكم الله بالعافية ... في الدين والدنيا والآحرة ....

صـــلاح سالــــم

الثلاثاء، 2 فبراير 2010

زيارة الوفــــاء ....


دار الوفاء عنوانٌ كُتب علي جدارٍ متصدع يُخيم عليه شبح الحُزن المؤلم لقاطنيه ،

منطقة (مسه) الصغيرة هي المكان ..

والزمان لا أعتقد بأنه زمن ينحدر من أيام حكايات البسباسي أو ألف ليلة وليلة ..

دخلنا والأمل يحدونا بأن لا نجد عدداً من النزلاء تشخص له الأبصار وتقشعر بذكرِه الأبدان ..

ترجلنا جميعنا وقصدنا ذلك الباب الخشبي الكبير المزدان بزخرُفٍ

ونقوش إسلامية شدة انتباهي وسحرت لُبي .




خرج إلينا ذلك الرجل مستقبِلاً زواره بكثير من الترحاب

وعرَفنا بنفسه وإذ به الأستاذ ( الصديق دخيل ) مسئول الدار الأول فيها

والسياسي المحنك في شؤون العجزة والمسنين ..

احترنا في بادئ الأمر أنذهب شِمالاً أم جنوباً

فكل الطرق تؤدي إلي ممرات فسيحة مكسوة بسجاد أحمر

كما لو أن ذلك المبني رئاسياً أو برلماني ..

دخلنا بعد ذلك إلي غرفة واسعة الأطراف

تحُدُها الستائر المعلقة من كل جانب

وتتوسطها شاشة تلفاز بالحجم الكبير

لكي تكون العلامة الفارقة للترف والرفاهية لنزلاء هذه الدار ..

وماهي إلا بضع دقائق حتى ألتف علينا آباءٌ عُجز

وسط أجواءٍ حبية وإنسانية يحتاجها المرء بين الفينة والأخرى

فمنهم من هو مقعد علي كرسيه المتحرك

ومنهم من هو سليمٌ معافى لا يحتاج إلا لأن ينعم بجو أُسري

حاله في ذلك كحال أيُ أبٍ وسط أبناءه ..

حاورناهم بلسان رطبٍ واستجابوا لأسئلتنا

التي لم تكُن ثقيلةً حتى لا تزد من أوجاعِهِم وتفتح جراحهم التي اندملت منذ زمن بعيد وبعيد ..

نظرت إلي ذلك العدد وتلكم الوجوه المطفئة من بشاشة السعادة .

فالعدد لا يُستهان به وأما الوجوه فقد غاب عنها بريقُها

بالرغم من زهو ملبسهم وترف العيش في دار الوفاء ..

خرجنا وكلٌ منا يتحسر ويتأسف

ومنا من جلس بقرب أبٍ له يؤنسه بعذب كلامه

ويستشف منه حقيقة أمره وسبب نزوله الدار

وهل هو بالإكراه من قِبل الأبناء أم أرادوها نهاية لهم

في مكان تتوفر فيه الأريحية التي لم يجدوها مع زوجات أبناءهم ..

الكل سعى إلي إيجاد ما يمليه عليه ضميره المتبسم بشفاه الرأفة

علي رجالٍ كانوا في ما مضى شيً يذكر لولا جحود الأبناء وعقوقهم ..

استللت قلمي من جيبي وجهزت كاميرتي لالتقاط صور تذكارية

ستكون عالقةً في الأذهان ما دامت الحياة تسترسل بأيامها وتتنفس بهوائها ..





استوقفني مشهد لرجلٍ قد فَرَشَ سجادته وأقام صلاته تحت ناضري

لكي يسبقنا متفرداً لصلاة المغرب ..

وبعد إكماله للصلاة ألقيت عليه السلام فرد بأفضل منه ،

صافحته فتبسم لي قائلاً ( شنو حالك يا بوبناخي )

رددت عليه ( الحمد لله يا بوخال )

جلسنا علي مقاعد كانت قد وضِعت في أحد الممرات

أنظر إليه وينظر هو ألي وأقول في نفسي أن هذا الوجه ليس بغريب عني ،

وجه أسمر ببشرته المجعدة والملامح في طياتها الكثير من الأسى ..

سألني قائلاً أأعرفك ؟

قلت ربما !!

فوجهك أيها الخال ليس بغريب عني ..

استرجعت ما تبقي لي من ذكريات ( شارع المستشفي )

فإذ بها تتحدث ألي بسخرية وتقول:

كيف لك أن تنسى ذلك الوجه إنه ( بوشعاله )

وكيف لك أن تنسى أنه كان يصول ويجول في ذلك الشارع

بعد أن طرده أخاه ورمى به رميت الكلاب لا سكن ولا مأكل

حتى اختل عقله وأصبح يهذي هذيان المعتوه ..

صافحت ( بوشعالة ) من جديد بعد أن كنت أخافه صغيراً

لاعتداءاته المتكررة علي من يقابله

وكيف هو الآن في أحسن حال فلباسه الممزق قد استُبدل بالذي هو خير

وهيئته قد تحسنت عمى كان عليه سابقاً ..

تجاذبنا أطراف الحديث وأمطرني بكمٍ هائل من النُكت والطرائف

حتى شعر بدوار طفيف جعله يستأذنني في الذهاب إلي غرفته ..

أمسكت بيده حتى يتسنى له الوقوف

ومن ثم المشيُ إلي غرفته القريبة ..

وعرفت بعدها أن سبب ذلك الدوار هو مرض ( السكري )

الذي ألزمه المستشفي عدة مرات ..

هذه شخصية وجب علي الوقوف عندها كرمز مألوف في شوارع المدينة وأزقتها ..

إذاً هذا هو بوشعاله حي يرزق بع أن ضننا أنه قد توفي ..





وبينما كنت في طريقي للعودة إلي رفاقي استوقفني ( أحمد المشغول ) وقال :

أُريد الذهاب إلي قسم الأُمهات فهلا أتيت معي؟؟

قلت نعم أيها المشغول فلي في ذلك مآرب أُخرى ..

خرجنا برفقة الحاج صالح إن لم تخني الذاكرة متوجهين إلي عالم الأُم

وما أدراك ما عالم الأُم ..

دخلنا بعد أن ألقينا السلام فوجدنا الرد بــــ

( مرحبا بضناي مرحبا مرحبا تفضلوا الدار داركم )

وما إن دخلنا حتى سارعن أمهاتُنا باستقبالنا كما لو أننا أحد أبناءهن

فهذه ترحب بالمسك والتقبيل علي اليدين

وتلك تدعوا بما طاب لها من دعاء حُرمنا منه منذ سنين بعيدة ..

اقتربنا من إحدى الغرف ففوجئنا بعجوزٍ هي الوحيدة التي لم تقف لاستقبالنا ..

اقتربنا منها سألين عن حالها وصحتها التي بدت في الانهيار

فأجابت الحمدلله ( هضا ما عطاني ربي ونا راضيا بيه )

أثارت تلك الكلمات حفيظة ( المشغول) فسأل عنها الحاج صالح

فأجابه بإجابةٍ كالعلقم في مرها .. قالــ .. إنها الحاجة( فاطمة الزياني)

نزيلة منذ سبع سنوات أتى بها أبنها بعد أن فقدت نعمة البصر

فأتي بها إلي دار الوفاء وبعد ذلك علمِت إدارة الدار من أحد جيران هذه العائلة

أن الابن أقام عزاءً لأمه وأوهم الناس أنها قد ماتت في مستشفي الثورة بالبيضاء

ونظراً لحالتها الحرجة فقد تم دفنها في مقبرة البيضاء ..

كل ذلك الفعِل المشين بعد أن عافتها زوجة الابن

التي ليس في قاموسها رد الدين أو الجميل

فالحاجة فاطمة كانت تعول الابن العاق

وتستقطع من لحمها لتتكفل بمصاريفه

حتى أنها زوجته ستة مرات دون أن يدفع في ذلك لا درهم ولا دينار ..

يا الله ما هذا الجحود ألي هذا الحد تصل بنا المعصية ..

الحاجة فاطمة بدت متعبة من ضنك السنين

فذرفت دموعاً أبكتني وكذلك المشغول الذي بدت عليه ملامح التأثر

كيف لا وهو فاقداً الأُم ومنعته إرادة الله عز وجل أن ينعم بدفئها

ولسانُ حاله يقول لو كانت أمي علي قيد الحياة لحججت بها علي ظهري

وما توانيت لحظةً عن إسعادها ..

التقطت الصُور التذكارية للحاجة فاطمة


وكذلك لبعض النزيلات وسط الزغاريد والدعاء لنا بطول العمر

وأن لا يُرينا الله مكروهاً ..

كُللت المهمة بالنجاح وأي نجاح هو ذاك الذي ننتظر من وراءه أجراً عظيما ..







عدنا أدراجنا من جديد ليدخل علينا موعد صلاة العِشاء

أقمنا الصلاة وصلي معنا عدد لا بأس به من النزلاء

ليدخلوا بعدها إلي غرفهم الوثيرة محملين بما طاب لهم

من أبنائهم لتطوى بعد ذلك صفحة بيضاء نقية مجسدة في يوم جميل الحُلة

ارتأيناه كي يكون القلادة الأغلى في أعناقنا ..

وختمنا تلك العواطف الفياضة بجلسة حبية ودودة

تجاذبنا فيها أطراف الحديث ويبدأ الأخ الصديق دخيل حكاية الدار

ومعاناة ساكنيها وقص علينا قصص يشيب لها الولدان

وما كان منا إلا الاستماع والتعجب وعبارات الاستهجان من نكران الأبناء

وعقوقهم وكيف للابن أن يرضخ لطلبات الزوجة

ويترك أباه أو أمه يعيشان أيامهم الأخيرة لا أحد يواسيهما

ولا لحظات عطف هم الآن في أمس الحاجة لها ..

وفي حديث خاص خصني به الأستاذ الصديق ذكر لي فيه بعضاً من القضايا

والأسباب الخاصة ببعض النزلاء

حيث ذكر لي أن امرأةً تركها أبنها أمام الدار

متحججاً بأن عليه إصلاح إطار السيارة دون أن تعلم أنها أمام دار المسنين

فغاب عنها ساعات طوال فتفطن لها أحد المارة

وسألها ما بك واقفة هاهنا يا أماه :

فقالت له قد أنزلني أبني هنا بعد أن قال لي عليه أن يُصلح إطار السيارة

في المحل المجاور وسوف آتي لأخذك بعد ذلك ..

فتحسر الرجل بعد أن عرف أن الابن قد أوهمها بتلك القصة

وأنه قد تركها بطريقة مهذبة للتخلص من أمه ..

أي ابن عاق ذلك الابن وأي نهاية سيلقاها في دنياه وآخرته ..

ومن القضايا الخاصة أيضاً ذكر الأستاذ الصديق

أن جاءته فتاة في ريعان شبابها بعد أن احتمت برجال الشرطة

فذهبوا بها إلي دار الوفاء

فذكرت الفتاة أنها قبِلَتْ الزواج من رجل تحت الضغط من زوجة أبيها

وبعد مرور أيام علي زواجها أتى الزوج يوماً ليُبلغ زوجته الشابة

أن أحد رفاقه سوف يأتي لتناول الغداء معه ،

أعدت الزوجة الغداء وحضر الضيف

دخل عليها زوجها وقال أن عليه الذهاب إلي المحل المجاور

لإحضار المشروب أو فاكهةٍ لإكرام وفادة الضيف

وما إن خرج الزوج حتى دخل الضيف علي الزوجة الشابة

لغرض المضاجعة والنيل من شرفها

فصرخت الزوجة مستنجدة بالزوج

وإذ بالضيف المعتدي يبلغها أن زوجها علي عِلمٍ بذلك

وهو من نسج تلك القصة الوهمية من أجل حفنة من الجنيهات ..

تركت علي إثرها الفتاة البيت مسرعةً وهي تصرخ

ليتفطن لها أحد الجيران وهو الذي أتى بها إلي دار الوفاء

حتى لا ترغمها زوجة أبيها للعودة إلي ذلك الزوج المريض ..

أحداثٌ عظيمة ستقف علي إثرها ساعة الزمن

وتتلبد غيوم السماء سخطاً علي أحوال الناس

وكيف لهم معصية الله عز وجل بهذه الأفعال المشينة التي لا تقبل بها عقلٌ بشرية ..

اتقوا الله عباد الله واعلموا أن الله يراكم في السِر وفي العلن ..

وأن لا تكون النهاية للآباء في دور المسنين والعجزة

بعد أن صنعوا لكم المجد وزينوا لكم الحياة بألوان أعجبتكم

وفتحوا لكم البيوت بالدعاء الصادق الذي ليس بينه وبين السماء حجاب ..

وإلي هنا اختفت ملامح الفرح واختلطت بمشاعر الأسى والحزن العميقين

علي باب كبير أُغلق وخلفه من خلفه أمهات وآباء

لا أحد يخصهما بسؤال يحي الأمل

ويُعيد البهجة في قلوبٍ آمنت بما كتب الله لها ..





وفي الختام هذه صحبتي وهاهم رفقتي

عقدوا العزم .. وداسوا علي الألم ..

من اجل ساكني دار الوفاء ومن أجل خلق فسحة من الزمن

لكي يتسنى لهم نسيان الإهانة من أبناء جاحدين ..

وتتبسم شفاههم بين حين وحين ..






لله ما أعجب أمر هؤلاء العاقين والدِيِهِمْ وكيف لهم العيش والأبُ يبكي ألمه ..

وكيف لهم الهناء والأم تشتهي أحفادها كلمه .. أمي .. أبي ..

لا أراني الله فيكم مكروهاً ..

أمي .. أبي .. أنتم يا من صنعتم لي معروفاً ..

لن أحيا بدونكما ..

ولن أحتمل فراقكما ..

كيف لي أن أزُج بكما في دار المسنين ..

وأن أرضى لكما مُر السنين ..

ختاماً أحبتي الكرام فدار الوفاء للمسنين والعجزة

تنتظر منكم الكثير الكثير فهلا نظرتم لها بعين رحيمة ...


عالم الاحساس ...



الاثنين، 1 فبراير 2010

عفـــواً أيها القائـــد ...





عفواً أيها القائد ...

سأتحدث بصوتٍ عالٍ هذه المرة وسأُسمِع كل الحضور


في قاعة سِرت التاريخية من أمناء وتركيباتٍ اجتماعية

وسأُلقي عليكم قولاً
ربما لا يروق لك

ولا لرجالك ..

لكن وكما يقولون ( هلهلا عالجد والجد
هلهلا عليه )

نعلم أيها الثائر الأُممي أنك وكما قلت لم تُخلق الثورة إلا


للضعفاء من عامة الشعب الليبي الحر السيد ..

وقد صفق يومها آباءُنا
وأجدادُنا أيما

تصفيق حتى تشققت أياديهم المكبلة بقيود الظُلم والاستبداد


ونزفت دماً لتكون الدلالة علي صدق النوايا ونُبلِها ..

أيها القائد !! أعلم أني
نكِرةً أمام سلطانك

وعلو هامتك وأعلم أيضاً أن الله عزوجل قد أمرنا بإطاعة

أُولي الأمر وأعلم أننا نعيش في كنفك وتحت مظلتك

التي لم يسع ظلها إلا
للبعض فقط ..

وأعلم بأن الإرهاب وسفك الدماء لا يُوصل إلي نهاية الدرب


كما يفعل العالم الآخر الآن ..

سيدي العقيد أنا أعلم كما يعلم العالم بأسره أن


سيادتُك ارتقت لكي تكون أُممية بل وعالمية

بشهادة المفكرين والكتاب
وعلماء الدين

وبما أنك قد تركت الأمور الداخلية وسياس الدولة الليبية


تحت طائلة المؤتمرات الشعبية فهي التي تحكم وتأمر بما يجب فعله

وأقتصر
دورك علي الإرشاد فقط ..

فأعلم إذاً أيها القائد المفكر نحن ضعفاء الصوت

وصغار الحوت ..

لم تعد اللقمة تعرف طريقها إلي الأفواه ..

وسُرقت
البسمة من علي الشفاه ..

وقد كان لي في ضنك الحياة صولات وجولات ..


وآهات وزفرات ..

سيدي القائد .. لو سمحت لي أن أُذكرك بخطابك التاريخي


وما قلته حينها من أن الثورة لم تولد إلا من رحم المعاناة لهذا الشعب ..


سيدي العقيد أتُراك قد نسيت ذلك؟؟

أم أن العالم الخارجي قد سرقك من شعبك
الموله بنظرياتك وأطروحاتك الخالدة ..

اشتقنا إلي ظهورك بلباسك البحري
الناصع البياض

كبياض قلوب شعبك وأنت تزأر كأسد تسيد الغابة ..


كم كنا
نُحبك .. وكم كنا نصطاد لطفك ..


أيها القائد أُنظر الآن إلي ما تبقى من أشلاء
شعبك

فلو نظرت إليهم لوليت وأدبرت ..

وللحقيقة عرفت ..

أننا الآن نعاني
بُعدك وجفوتك ..

ونترقب عمى قريب عودتك ..

لتسوس البلاد من جديد ..


وتعلم أن من أمنتهم علي مقدرات الشعب والبلاد قد أضحت أيامهم عيد ..


أيها القائد سأتحدث وأتحدث

لأنك أعطيت للمواطن الأمن والأمان ..

فلا سيد
اليوم وولت أيام الشهبندر ( عصمان ) .

أنا كنت صغيراً لم أعي تلك
الشعارات البراقة

التي تَنَادى بها الشعب يومها

وعندما كُبرتْ كُبرت معي
شعارات

وددت الآن معرفتها ومن القائل نفسه لا من مردديها ..

وبما أنك
القائد والقائل في ذات الآن ..

سأقف لأنه آن الأوان لمعرفة ما أُحب
معرفته

فقد كانت شعارات الثورة الخضراء تقول :

ثورة الضعفاء :- فهي
ياسيدي القائد مازالت ولازالت بالضعفاء تحي

فالضعفاء هم ضعفاء الفضيلة


وضعفاء الدين الإسلامي النير

وهم من نهبوا وسلبوا ..

وقد قلت لعامة
الشعب

و_الشعب_ لم يرى من هذه الثورة إلا السيارات العامة التي نُهبت


من رفاقك وأبناءهم ..

وذكرت أيضاً _الحُر السيد_ أم الحُر فلم يعد يقوى
علي الحراك

فقد كُسرت أجنحته في شباك صيادي الذمم ونُتِفَ ريشه


وحُشِيت به أوسدت الأمناء المترفين ..

والسيد هذا لم نسمع به إلا في
المسلسلات المصرية

فإما ( جنايني ) أو (سائق ) لأحد الأغنياء ..

أما
السيد الذي تقصده فهو( أنا ) علي سبيل المثال ،

لامسكن ولا مركوب
وحال سُدت منافذه ..

أيها القائد .. أيها الرئيس ..

نحن نترنح كثورٍ أسباني
أُعطي جُرعة المخدر ..

فأصبح يرى العلم الأحمر كأنه منديل سلامٍ أبيض..


لا لا لا سيدي القائد فالأحمر أحمر يُذكرني برائحة الدم ولونه ..

والأبيض
أبيض كبياض اللبن .. وقماش الكفن ..

الذي يذكرنا بأننا مهما لهونا في
حياة لا طعم لها

لابد لنا أن نرتديه ..

وفي النهاية سيدي القائد شكراً
لسماعك إياي

وأنا أعلم كم كنت مُسرِفاً في الكلام معك

لكن يبقي كل ذلك في
حدود الأدب مني

فأنا أنا وأنت أنت ..

عُد أيها القائد وترجل بين شعبك
وسترى كم هم فقراء ..

وكم هم غرباء ..

عالم ألإحســـاس (السنوسي خنفر)..