الاثنين، 1 فبراير 2010

عفـــواً أيها القائـــد ...





عفواً أيها القائد ...

سأتحدث بصوتٍ عالٍ هذه المرة وسأُسمِع كل الحضور


في قاعة سِرت التاريخية من أمناء وتركيباتٍ اجتماعية

وسأُلقي عليكم قولاً
ربما لا يروق لك

ولا لرجالك ..

لكن وكما يقولون ( هلهلا عالجد والجد
هلهلا عليه )

نعلم أيها الثائر الأُممي أنك وكما قلت لم تُخلق الثورة إلا


للضعفاء من عامة الشعب الليبي الحر السيد ..

وقد صفق يومها آباءُنا
وأجدادُنا أيما

تصفيق حتى تشققت أياديهم المكبلة بقيود الظُلم والاستبداد


ونزفت دماً لتكون الدلالة علي صدق النوايا ونُبلِها ..

أيها القائد !! أعلم أني
نكِرةً أمام سلطانك

وعلو هامتك وأعلم أيضاً أن الله عزوجل قد أمرنا بإطاعة

أُولي الأمر وأعلم أننا نعيش في كنفك وتحت مظلتك

التي لم يسع ظلها إلا
للبعض فقط ..

وأعلم بأن الإرهاب وسفك الدماء لا يُوصل إلي نهاية الدرب


كما يفعل العالم الآخر الآن ..

سيدي العقيد أنا أعلم كما يعلم العالم بأسره أن


سيادتُك ارتقت لكي تكون أُممية بل وعالمية

بشهادة المفكرين والكتاب
وعلماء الدين

وبما أنك قد تركت الأمور الداخلية وسياس الدولة الليبية


تحت طائلة المؤتمرات الشعبية فهي التي تحكم وتأمر بما يجب فعله

وأقتصر
دورك علي الإرشاد فقط ..

فأعلم إذاً أيها القائد المفكر نحن ضعفاء الصوت

وصغار الحوت ..

لم تعد اللقمة تعرف طريقها إلي الأفواه ..

وسُرقت
البسمة من علي الشفاه ..

وقد كان لي في ضنك الحياة صولات وجولات ..


وآهات وزفرات ..

سيدي القائد .. لو سمحت لي أن أُذكرك بخطابك التاريخي


وما قلته حينها من أن الثورة لم تولد إلا من رحم المعاناة لهذا الشعب ..


سيدي العقيد أتُراك قد نسيت ذلك؟؟

أم أن العالم الخارجي قد سرقك من شعبك
الموله بنظرياتك وأطروحاتك الخالدة ..

اشتقنا إلي ظهورك بلباسك البحري
الناصع البياض

كبياض قلوب شعبك وأنت تزأر كأسد تسيد الغابة ..


كم كنا
نُحبك .. وكم كنا نصطاد لطفك ..


أيها القائد أُنظر الآن إلي ما تبقى من أشلاء
شعبك

فلو نظرت إليهم لوليت وأدبرت ..

وللحقيقة عرفت ..

أننا الآن نعاني
بُعدك وجفوتك ..

ونترقب عمى قريب عودتك ..

لتسوس البلاد من جديد ..


وتعلم أن من أمنتهم علي مقدرات الشعب والبلاد قد أضحت أيامهم عيد ..


أيها القائد سأتحدث وأتحدث

لأنك أعطيت للمواطن الأمن والأمان ..

فلا سيد
اليوم وولت أيام الشهبندر ( عصمان ) .

أنا كنت صغيراً لم أعي تلك
الشعارات البراقة

التي تَنَادى بها الشعب يومها

وعندما كُبرتْ كُبرت معي
شعارات

وددت الآن معرفتها ومن القائل نفسه لا من مردديها ..

وبما أنك
القائد والقائل في ذات الآن ..

سأقف لأنه آن الأوان لمعرفة ما أُحب
معرفته

فقد كانت شعارات الثورة الخضراء تقول :

ثورة الضعفاء :- فهي
ياسيدي القائد مازالت ولازالت بالضعفاء تحي

فالضعفاء هم ضعفاء الفضيلة


وضعفاء الدين الإسلامي النير

وهم من نهبوا وسلبوا ..

وقد قلت لعامة
الشعب

و_الشعب_ لم يرى من هذه الثورة إلا السيارات العامة التي نُهبت


من رفاقك وأبناءهم ..

وذكرت أيضاً _الحُر السيد_ أم الحُر فلم يعد يقوى
علي الحراك

فقد كُسرت أجنحته في شباك صيادي الذمم ونُتِفَ ريشه


وحُشِيت به أوسدت الأمناء المترفين ..

والسيد هذا لم نسمع به إلا في
المسلسلات المصرية

فإما ( جنايني ) أو (سائق ) لأحد الأغنياء ..

أما
السيد الذي تقصده فهو( أنا ) علي سبيل المثال ،

لامسكن ولا مركوب
وحال سُدت منافذه ..

أيها القائد .. أيها الرئيس ..

نحن نترنح كثورٍ أسباني
أُعطي جُرعة المخدر ..

فأصبح يرى العلم الأحمر كأنه منديل سلامٍ أبيض..


لا لا لا سيدي القائد فالأحمر أحمر يُذكرني برائحة الدم ولونه ..

والأبيض
أبيض كبياض اللبن .. وقماش الكفن ..

الذي يذكرنا بأننا مهما لهونا في
حياة لا طعم لها

لابد لنا أن نرتديه ..

وفي النهاية سيدي القائد شكراً
لسماعك إياي

وأنا أعلم كم كنت مُسرِفاً في الكلام معك

لكن يبقي كل ذلك في
حدود الأدب مني

فأنا أنا وأنت أنت ..

عُد أيها القائد وترجل بين شعبك
وسترى كم هم فقراء ..

وكم هم غرباء ..

عالم ألإحســـاس (السنوسي خنفر)..

ليست هناك تعليقات: