الثلاثاء، 26 يناير 2010

فلسفة لايفهما غيرى ****



دق جرس باب بيتنا ...فتحت أمى..

وجدت ابن الجيران يطلب اليها ان تنادينى حتى نلعب معا فى الشارع..

نادتنى أمى وما أن سمعت نداءها لبيته فرحة مسرورة..

كنت ألبس فستان زهرى اللون..واربط ظفائري بشريط ابيض ..

وكنت انتعل حذاء أخى الكبير وكنت اجره برجلى كاقارب تاه فى عرض البحر...

كنت احمل بيدى قطعة من الحلوى اعطيتها لـــ(أحمد) ابن جيرانا الذى كنت دائما العب معه..

اخذ الحلوة بكل براءة فلم نكن حينها نخاف من انفلونزا الطيور او الخنازير..

ولم نخاف من جنون البقر ولا جنون البشر...

شدنى (أحمد) من ظفيرتى كنوع من انواع اللعب ..

عبست بوجهى وخرجت شفتى السفلى كنوع من الانذار للانخراط فى البكاء..

خاف من بكائى ومن تعنيف أمى له.فوضع يده فى جيبه واخرج قطعه لعبة صغيرة

ووضعها امام عينى ..قلت هى لى ؟

اشار بهزة من راسه بالموافقة..جلسنا على عتبة باب بيتنا

وكان الحديث تارة عن مغامرات وهمية له..واحيانا لقصص بناتية لى..

كان عالمنا صغير جدا.الوانه بيضاء صفراء وردية..احلامه تصعد لعنان السماء ...

كان يلتقط حجر ويقذف به فى الهواء وكنت انا ادق على ابوب الجيران ومن ثم أختفي..

كان يدخل (احمد) معى لبيتنا كان يجلس معنا على المائدة ... وكنت انا اذهب عصرا لبيتهم

وأطلب الي أمه ان تصنع لى خبز وجبن..

لم تكن الحياة وقتها معقدة فقد كان الرقم 2 هو حصيلة 1+1 لم تأتى النتائج عكسية ابدا ..

كنت فرحة بوجود أحمد فى عالمى... وكان هو فرح لذلك...

كبرنا ...اصبحت انا فتاة يافعه ..وهو شاب ناضج..

لم يعد (أحمد) يدق على باب بيتنا...ولم اعد اعطيه اى قطع من الحلوى..

لم يعد يشد ظفائري... ولم تعد نظراتنا تتلاحم عندما أراه....

فكل تلك الاشياء باتت محرمة...لكن فى داخلى لازال يسكن ..

وفى داخله لازلت أسكن..بيته يقابل بيتنا ...

اتصادف معه كل صباح ومساء..ولكن كاالاغراب !!!..

أعرف انه يشتاق لايام الطفولة ويتمنى لو اننا لازلنا اطفال...

وانا اتمنى لو اننى اصحو يوما على صوت أمى وهى تخبرنى

ان (أحمد ) بالباب ويريدنى ان العب معه....أنتهت.........

(ملاحظه ليست القصة حقيقية ...لكن لايمنع أن شخصا ما قد مر بها....)

أم البنـــات****

ليست هناك تعليقات: