الخميس، 21 يناير 2010

سكرات الموت يا سلفيوم..



انه ذلك المكان الذي كنا نستظل به من صحراء ليبيا القاحلة ،

و شمسها الحارقة القاحلة من الحريات

الحارقة لأجساد أبنائها من الفقراء

********

إنها شجرة السلفيوم العملاقة

التي كنا نعتقد بأنها ضخمة و كبيرة

لدرجة استصغار أنفسنا أمامها

كنت افر من ليبيا إلى تلكم الصفحة ،

التي لم أكن من مؤسسيها أو مبدعيها

ألا أنها كانت بالنسبة لي واحة من الحرية و النقد و النقاش

كنت دائم الفرار إليها

********

لقد كان ظلها وفير

و مائها كثير

و نبتها جميل

إلا إنها كانت في ليبيا

ليبيا الوعود ..........

ليبيا العهود ..........

ليبيا اليوم ...........

و على الرغم أن الشجرة نبات

إلا أن الحياة دبت فيه

لا أقول حياة النمو

لا بل حياة الإنسان

********

فلقد كان لهذه الشجرة أعضاء

قلب و كلى و رئة و و و .......

قلبٌ ينبض

و كلى تنقي و تطهر

و رئةُ تتنفس و تشهق و تزفر

زفرات من كتابها الذين كانوا لها بمثابة الأعضاء

********

كانوا يتنفسون النقد

و ينبضون بالرأي

لكن ........

ما كان كان

لقد وضع بعض المتطفلين على الحرية منديلاَ على فمها ،

و كأنهم ( رياء و سكينة) قاتلات الأحلام بالطريقة المصرية

********

حاول ذلك الموقع التنفس و المقاومة

لكن ......

هيهات هيهات

فلقد كانت أيديهم على الرغم من ضعفها قوية

فبدأت الأعضاء – أعضاء تلك الشجرة الحية – بالتوقف واحدة تلو الأخرى

و هكذا حتى لم يصبح إلا القليل ممن يحاولون النهوض بهذا الجسد المهدم

********

لقد رايته يعاني سكرات الموت

انه يموت و المنديل المبلل يُقطر إليه بعض الماء

كمحاولة أخيرة لزرع حياة

حياة لا يمنحها من لا يملكها

شعرت بالآسي

على ذلك الرفيق أو الظل الوفير الذي كنا ننعم فيه

********

حاول الأطباء زرع الحياة

و تبديل الأعضاء بعد الاستناد على انه حلال

و كآني به يعاني سكرات الموت

فادعوا له بالشفاء

أو الموت السريع كنوع من الراحة

و اعلموا بان الأطباء أوصوا بإطلاق رصاصة الرحمة على حرية المواقع

التي لم تولد إلا ميتة

و دمتم في أمان الله

العمــــــده ..

ليست هناك تعليقات: