انه ذلك المكان الذي كنا نستظل به من صحراء ليبيا القاحلة ،
و شمسها الحارقة القاحلة من الحريات
الحارقة لأجساد أبنائها من الفقراء
********
إنها شجرة السلفيوم العملاقة
التي كنا نعتقد بأنها ضخمة و كبيرة
لدرجة استصغار أنفسنا أمامها
كنت افر من ليبيا إلى تلكم الصفحة ،
التي لم أكن من مؤسسيها أو مبدعيها
ألا أنها كانت بالنسبة لي واحة من الحرية و النقد و النقاش
كنت دائم الفرار إليها
********
لقد كان ظلها وفير
و مائها كثير
و نبتها جميل
إلا إنها كانت في ليبيا
ليبيا الوعود ..........
ليبيا العهود ..........
ليبيا اليوم ...........
و على الرغم أن الشجرة نبات
إلا أن الحياة دبت فيه
لا أقول حياة النمو
لا بل حياة الإنسان
********
فلقد كان لهذه الشجرة أعضاء
قلب و كلى و رئة و و و .......
قلبٌ ينبض
و كلى تنقي و تطهر
و رئةُ تتنفس و تشهق و تزفر
زفرات من كتابها الذين كانوا لها بمثابة الأعضاء
********
كانوا يتنفسون النقد
و ينبضون بالرأي
لكن ........
ما كان كان
لقد وضع بعض المتطفلين على الحرية منديلاَ على فمها ،
و كأنهم ( رياء و سكينة) قاتلات الأحلام بالطريقة المصرية
********
حاول ذلك الموقع التنفس و المقاومة
لكن ......
هيهات هيهات
فلقد كانت أيديهم على الرغم من ضعفها قوية
فبدأت الأعضاء – أعضاء تلك الشجرة الحية – بالتوقف واحدة تلو الأخرى
و هكذا حتى لم يصبح إلا القليل ممن يحاولون النهوض بهذا الجسد المهدم
********
لقد رايته يعاني سكرات الموت
انه يموت و المنديل المبلل يُقطر إليه بعض الماء
كمحاولة أخيرة لزرع حياة
حياة لا يمنحها من لا يملكها
شعرت بالآسي
على ذلك الرفيق أو الظل الوفير الذي كنا ننعم فيه
********
حاول الأطباء زرع الحياة
و تبديل الأعضاء بعد الاستناد على انه حلال
و كآني به يعاني سكرات الموت
فادعوا له بالشفاء
أو الموت السريع كنوع من الراحة
و اعلموا بان الأطباء أوصوا بإطلاق رصاصة الرحمة على حرية المواقع
التي لم تولد إلا ميتة
و دمتم في أمان الله
العمــــــده ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق