السبت، 31 أكتوبر 2009

حاج.. مع وقف التنفيذ !! قصة واقعية ..



1-

حين بلغ عبدالله الخامسة والأربعين من عمره، وأصبح ضمن من يشملهم شرط السن، بدأ يفكر جديا في إتمام فروض دينه، فقد شغلته الدنيا، وكم عانى في سبيل تأمين مستقبله، أقترن بشريكة العمر، وأخذ الوقت منه كثيرا في تربية الأولاد، كما صاحب ذلك كثيرا من التفاصيل المؤلمة والمحزنة.

2-

كان في كل مرة لا يحالفه الحظ، وبالمناسبة هو لم يحالفه الحظ طوال حياته، لكنه أعد خطة للتوفير، حتى يتمكن من تسديد ما عليه من رسوم ومصاريف يتطلبها الذهاب إلي أداء مناسك الحج، ربط الحزام، حرص على التوفير في كل شيء، الأكل الشرب الملبس، أبتعد قدر الإمكان عن الدخول في أمور غير ذات قيمة مجاهدا النفس والشهوات، لدرجة أنه أصبح مدعاة للسخرية.

3-

عندما علم بأن ( قرعة الحج ) ستكون لثلاث سنوات قادمة، اعتبارا من عام 2008 أكتنفه الخوف، فالأعمار بيد الله، ومن دون ترتيبات مسبقة، تقدم للتسجيل بالقائمة ولأنه غير محظوظ فقد سجل كل أفراد عائلته، من باب إتاحة الفرص.

عند عرض نتيجة ( القرعة ) لم يوفق عبدالله كالعادة، وكان الحظ حليف الزوجة وأبنها، في اليوم التالي باشر الإجراءات، لكنه صدم بارتفاع تكلفة الحج خاصة لشخصين، وسعى جاهدا إلي البحث عن بديل من بين حجاج السنوات القادمة،وبعد جهود مضنية، تم استبداله بحاج من قائمة عام 2010.

4-

تنفس عبدالله الصعداء وحمد الله، فهناك متسع من الوقت حتى يتمكن من توفير تكاليف ومصاريف الحج، لكنه صدم للمرة الثانية،عندما سمع بارتفاع التكاليف هذا العام،

5-

عاد عبدالله يندب حظه، وساورته الظنون وأخذته الأفكار بعيدا، فقد تجاوز عبدالله الخمسين، وكله أمل ورجاء في أن يؤدي مناسك الحج، كل ما يخشاه أن ترتفع التكاليف مرة أخرى.

6-

لا يزال عبدالله يترقب القادم، وما يطمئن باله، أن من يعرفه يناديه بالحاج، بالرغم من أنه لم يحج، فهو من قائمة الحجاج للعام 2010.


عبدالعزيز ونيس...

ليست هناك تعليقات: