الجمعة، 23 أكتوبر 2009

السيد المحترم : سيف الإسلام نحن لسنا بخير...!!

من البداية سأكون صريحاً واضحاً.. لأننا وبصدق مللنا المجاملات و المحاباة و الكلام المعسول... سئمنا مرارة الواقع المؤلم الذي لم يعد يروق لأحد... فالثورة قامت من اجل عيش رغيد في مجتمع ترفرف عليه رايات الحرية و المساواة.. قامت من أجل أبناء هذا الوطن المسلوب من قبل اللصوص التافهين.. والذين أكلوا بجشع خيرات هذه البلاد وحق المواطن (( الراقد الريح )) و صار الطيبون ضحية تستخدم للتجارب الفاشلة و القرارات الخاطئة.

ولأنك يا سيف صرت أكثر قرباً من الشعب الليبي في محاولة جادة للقضاء على الفساد و المفسدين ونشر الإصلاح و المساواة بين أفراد المجتمع الجماهيري الحر... و لأنك من تزعم مسيرة الإصلاح و التطهير و التطوير فأنني أقولها بصدق نحن لسنا بخير.

1

كثيرة هي الظروف القاسية التي يمر بها اغلب الليبيين و البسطاء منهم.. وأقول ( اغلب ) لأن هناك ثلة أخرى ( متريحه ) تقطن في مساكن فاخرة بأحدث و أرقى الأثاث و المفروشات... يفترشون الحرير ويأكلون ما لذ و طاب فهم ليسوا مضطرين للانتظار المرير للمخططات السكنية ولم يشعروا بقسوة ( الإيجار ) والنوم تحت الصفيح المتهالك... فهم يستيقظون في هدوء تام... لا تزعجهم صرخات بطون أبنائهم الخاوية ولم تؤثر فيهم قرارات القوى العاملة... لم يقفوا في طوابير الخبز و محطات الوقود... ولم ولن يدخلوا المستشفيات المتهالكة أمثالنا ويتذوقوا مرارة الألم و الحسرة على الأشياء...

عموما أريد أن أقول أن الفقر من أولى المشاكل التي يمر بها الليبيون... فكثيرة هي الأسر و العائلات التي تعيش على معاشات هزيلة لا تسمن و لا تغني من جوع في ظل ارتفاع الأسعار... وعدم النظر بجدية من قبل مؤتمر الشعب العام لهذه المشكلة و التي تعتبر من أهم المشاكل التي يمر بها المواطن الليبي الحر... فالفقر هنا و هناك يتمدد وينتشر و يتكاثر... رغم إننا ننعم بخيرات وهبنا الله إياها ولكنها مسلوبة كما ذكرت مسبقاً... و لعل الفقر أزمة تنتشر في البلدان المتأخرة فكرياً و اجتماعياً و ثقافياً... فهل نحن الليبيون كذلك ؟

2

قد حبانا الله بأرض شاسعة صالحة للإعمار و بناء المساكن و المباني بأنواعها وأشكالها و لكن تظل مشاكل السكن من أهم المشاكل التي تمر في الشارع الليبي بشكل عام.. فهي تأخذ الجزء الكبير من النقاشات و الأحاديث و اللقاءات... ولم لا ؟ فهناك شريحة كبيرة من أبناء الشعب الليبي يقطنون في مساكن غير صحية عبارة عن أكواخ صفيح غير لائقة المنظر و التي تشعرك بأنك من سكان ( دار فور ) تفتقد لأبسط أنواع البنية التحتية... لا شبكات صرف صحي... لا خطوط مياه صالحة للشرب... لا كهرباء... إنما تتوسط بيوتهم بحيرات ( المجاري ) وتلتف حولها معظم الحيوانات البرية... كما توجد مجموعة كبيرة من العائلات ترزخ تحت عذاب ( الإيجار ) اللعين... والذي لم يُبق من المعاش شيئاً... إنهم الحالمون بالمخططات السكنية الحديثة... و الحصول على بيوت أو شقق راقية صحية تتوفر بها المياه النقية وكافة سبل المعيشة الراقية... إنهم الطيبون الذين ينتظرون النظر لهم بعين الرأفة والعاطفة الصادقة من أجل توفير عيش كريم... فكثيرة هي المناشدات و النداءات و ( العياط و الشياط ) من أجل قضايا السكن... فهل ستظل أحلامنا البسيطة الطاهرة النقية المشروعة مجرد أحلام وردية المعالم ؟ وهل سيكون للحذاق مزيدا من الفرص في هذا الجانب رغم ما هم فيه من نعمة.

3

أما بالنسبة للصحة... فأنها ليست على ما يرام... ولا أنكر أن المستشفيات تحاول دائماً الاهتمام بالمواطن و لكن في الغالب يصبح المواطن ضحية نظراً لقلة الإمكانيات سواءً في المعدات الطبية أو نقص الأدوية... أو نقص الكوادر الطبية... كما أن العيادات الخارجية الخاصة مكلفة... لا يأتيها إلا أصحاب الأموال الكثيرة... ففي العيادات الخارجية تتوفر كافة المعدات و الأدوية وترى الاهتمام واضحاً و جلياً بالمريض... !!! هل لأنها مشاريع تجارية خاصة مربحه ؟ لم لا تتوفر تلك المعدات في مستشفيات الحكومة... لماذا العجز الكبير في الأدوية بداخل المستشفيات العامة ؟ رغم إنها أقيمت للشعب و من اجل الشعب و من اجل توفير العلاج و الدواء للمواطن... !!!

فكثيرة هي المصائب بداخل المستشفيات... وعديدة تلك المآسي التي تحدث في المستشفيات العامة نتيجة قلة الوعي و عدم الاهتمام بالمرضى... !!! وهذا ما جعل المواطن الليبي يفر من ليبيا متجهاً لمصر أو تونس بعد جمع الأموال عن طريق ( السلفة ) ومد اليد للعائلة و الأسرة و الأصدقاء للإعانة من اجل العلاج بالخارج... !!

إلى متى سيصبح المواطن الليبي ضحية أخطاء الطب ؟ إلى متى سيظل الجبابرة في العيادات الخاصة يمارسون طقوسهم و ظلمهم للمواطن البائس ؟ متى يصبح الطب في بلادنا مزدهراً حتى لا نضطر للعلاج خارج البلاد ؟ إنها الحقيقة... هذا ما يدور في عالم الصحة المهزوز في ليبيا...

4

ويأتي التعليم على رأس أولويات أي مجتمع متمدن متطور... والعالم يشهد تطوراً كبيراً في هذا المجال... ونحن نلاحظ أن هناك مواكبة لهذا التطور... لكنها قاصرة... من حيث التخطيط و التنفيذ و كأننا نريد القفز في هذا المجال من دون دراسة و إعداد و تخطيط و تنفيذ علمي يتماهى مع ظروف المراحل و المواطن... ومن هنا تأتي القرارات العشوائية غير المدروسة التي تجعل المواطن الليبي تائهاً حائراً عاجزاً أمامها...

فهل من نظرة جادة لهذا المجال ؟ و هل من رجال مناسبين في أماكن مناسبة ؟ حتى يبدو الأمر على خير ما يرام.

السيد سيف :

هذه هي أحلام و تمنيات البسطاء... أن يتحسن الوضع المعيشي و تتوفر المساكن... وتكون الصحة في أبهى تقنياتها... وان يصبح العلم و التعليم في بلادنا أكثر ازدهارا و تطوراً...

نحن شريحة البسطاء... كم نحب هذه البلاد.. نعشقها حتى الثمالة... نريد لها الخير و الازدهار في شتى مناحي الحياة... كما أننا نشعر بالغبطة و السرور حينما نسمع أو نشاهد خبراً من اجل صلاحها و تقدمها وتطورها رغم كل العثرات و المحن... وسنظل هكذا آملين أن يأتي اليوم الذي تتحقق فيه أمانينا و أحلامنا و راحة بالنا.


عزالدين الدويلي...

ليست هناك تعليقات: