الأحد، 4 أكتوبر 2009

رصاصـــة ود ...



حينما نكون غرقى في بحور عواطفنا وشهواتنا، قد لا نسمح لأحد بأن يوجه لنا أي نصح أو نقد .. فترانا نعرض عنهم ونسد آذاننا عن نصحهم ونتوهم بأنهم يشهرون علينا أسلحتهم ليطلقوا علينا الرصاص ..
ولكن مهلا أخي الكريم / أختي الكريمة .. تذكر بأن من يحبك قد لا تكون رصاصته سوى رصاصة ود .. رصاصة يأمل أن يكون لها ذلك الدويّ الذي قد يوقظك من غفلتك وسباتك العميق .. لا ننكر بأن هناك شروط وأساليب لتقديم النصيحة ولكن قد يضطر أحدهم أن ينتهج أسلوبا قويا قاسيا في محاولة صادقة ونية سليمة كي يخرجك من الظلام الذي تعيش فيه، فتراه يسلك كل الطرق كي يفتح عينيك رغم شدة إطباقك عليهما بجفونك أملا في أن ترى عينيك النور .. تلك الرصاصة لم تطلق إلا من أجلك من أجل محبتك .. كالأب الذي قد يقسو على ابنه من فرط حبه له وفرط إشفاقه عليه .. لكل من أمطرني برصاصات ود .. أقول : جزاكم الله خيرا .. أعلم أن فرط حبكم دعاكم إلى انتهاج ذلك الطريق .. جزاكم الله خيرا على تلك الرصاصات التي أقبرت أوهامي ونبهتني من غفلة مهلكة لا محالة وهدتني إلى الصراط المستقيم .. قد تكون الرصاصة قوية ولكنها ليست رصاصة طائشة .. وأنا على يقين بأن المقصود أقوى .. همسـة في قلبك : قسـوة المحبين لك والحريصين على نصحك وهدايتك للحق ليست دليل وعنوان كراهية .. ثريّث .. فسرعان ما ستدرك بأنها قسـوة حانية مشفقة حنونة موجهة .. وحذاري أن يقول لسان حالك :
وكم من شفيق باذل لي نصيحـــــة *** ولكنني ضيعتها وأبيتها ... دعتني إلى الدنيا دواع من الهوى *** فأرسلت ديني من يدي وأتيتها ...
وأخيرا أقول كما قال الفاروق رضي الله عنه :
(( رحم الله امرىء أهدى إلي عيوبي ))
.....

فاعل خيــــر ...

ليست هناك تعليقات: