الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

كلمة حق يراد بها باطل ...


ليس من الغرابة في شيء حينما نتحمس ونستميت من أجل إعلاء كلمة حق يراد بها حق .. بل هنيئا لمن جعل ديدنه إعلاء كلمة الحق دائما وأبدا ..

لكن العجب كل العجب حينما تقال كلمة حق يراد بها باطل .. كأن يستدل بآية في غير موضعها أو يستشهد بحديث في غير دلالته .. في أيامنا هذه نرى من ينتهك الحرمات ويتهاون في أداء الواجبات وإن توجهت إليه ناصحا أو موبخا رد عليك (( إن الله غفور رحيم )) ..

هذه كلمة حق ولكن أراد بها صاحبها - في هذا الموقف - باطلا على سبيل الترخص في أمور لا تحمد عقباها .. حيث ينسى أو يتناسى بأن (( الله شديد العقاب )) ..

ومن ذلك أيضا ما يلجأ إليه العلمانيون من بتر للآيات الكريمات .. فتراهم يختارون من الآيات ما يتناسب مع أهوائهم ليستشهدوا بها متى وكيفما شاءوا !! فتكون الدعوة الظاهرة خيرا لأهداف نبيلة سامية .. في حين تتوارى ضمنيا الأهداف الشيطانية النجسة التي يعكسها التناقض والتنافر والفطور في السلوك والمعاملات .. هذا هو خلق المنافقين المراوغين .. ينبئ عن خبث طوية وسوء نية .. وهو من أخطر الأمور التي قد تبتلى به الأمة لما ينطوي عليه من إستغفال وما يرمي إليه من تضليل .. وشتان بين كلمتين : كلمة حق يراد بها حق .. وكلمة حق يراد بها باطل .. الأولى تكون نورا وسراجا يهدي المضلين إلى بر الأمان .. يحكمها الحق ظاهرا وباطنا .. في حين الثانية تضلل الأمة في متاهات لأن الأهواء تحكمها أساسا وإن كانت ملفعة بثوب من الحق ..

وقد أحسن القائل حين قال : (( من ليس له دين يردعه عن الكذب لم يقل الحق إلا حين يكون له في ذلك هوى )) .. لهؤلاء الذي يرفعون شعارات وكلمات حق يراد بها باطل أقول : الخداع لا يدوم ولابد أن يظهركم الله للناس عراة ولو بعد حين ..

ولكم جميعا أقول : لابد من التدقيق والتمعن حتى يتبين الحق جليا ونتفادى الوقوع في شراك الباطل الزائف ..

همسـة : (( إن لم تستطع أن تكون سيف الحق .. فلا تكن سيف الباطل )) ..


فاعل خيـــر ...

ليست هناك تعليقات: