عندما اطلعت على خبر كان قد نشره موقع المنارة الالكتروني مضمونه أن السيد سيف الإسلام القذافي ينوي هدم سجن أبو سليم وإقامة حي سكني وحديقة مكانه قلت: إن سجن أبو سليم لساكنيه وجعلت قولي هذا عنوان مقالتي.
لكني أود أن أوضح في البداية أني مقتبس لهذا العنوان من المقولة التي يعرفها الجميع، والتي طالما شاهدناها بخط عريض على أسوار المدارس وعلى أسوار مؤسسات كثيرة، والاقتباس ـ كما هو معلوم ـ هو أن تنقل الشيء المقتبس كما هو أو أن تغير فيه قليلا، كما أود التوضيح بأني لست مستهزئا بتلك المقولة كما سيؤول الكثيرون الذين عهدنا منهم تقديم سوء الظن على حسنه.
الحي السكني الذي سيقام مكان السجن ـ بإذن الله ـ من الأولى أن يكون من نصيب نزلاء ذلك السجن، النزلاء الأحياء طبعا، أما الذين قضوا نحبهم فيه فعليهم رحمة الله ومغفرته، وقد تم تعويضهم من الدولة سواء أكان النزلاء من جماعة الإخوان المسلمين، أم من الجماعة المقاتلة التي أفرج عن عدد منها مؤخرا، أم من سجناء الرأي وغيرهم، فهؤلاء لم يتم تعويضهم بعد، لاسيما أن الغالبية منهم قد ثبتت براءتهم، وإني أرى كما يرى غيري أن توزع عليهم المساكن التي ستنشأ مكان السجن وسيكون ذلك من ضمن التعويضات التي ستقدمها لهم الدولة إضافة إلى التعويضات المالية طبعا، كما أن هذا التعويض سيكون إعادة لحياة الكثيرين منهم، ومما لا شك فيه أنه سيثمر ثمارا طيبة من نزع آثار نفسية كانت قد ترسبت في نفوس العديدين من النزلاء سواء أكانت هذه الآثار تجاه الدولة أو غيرها، ومن زرع ثقة الدولة في النزلاء وثقة النزلاء في الدولة، كما أن سكنهم مكان ذلك السجن هو بمثابة انتصار لهم عندما يقبعون في المساكن يرون النور بعد أن كانوا يقبعون في السجن لا يرون إلا الظلام والظلمات.
ابوبكر بلال الامين...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق