الاثنين، 16 نوفمبر 2009

شـــئ أسمُهُ الفــــقد ****


نعرف كل من فقدوا امهاتهم عندما نقابلهم أو نتحدث معهم......
فهــم حساســــــون ... طيبــــــون ... منكســـــــــرون .. ويتعلقون بكل من يحدثهم بكلمة طيبـة ..... مهما كبرت أعمارهــم الا انهم يظلـــون أطفال من داخلهم يفتقدون لصـــدر دافئ لاتملكه الا -الام-وهى هبة من الله لا نعرف قيمتها الحقة لاننا نتمتع بعها ... لكن عند حديثنا مع من فقد تلك النعمة سنسجد لله شاكرين لاننا لازلنا نتمرغ فى احضانها ... فى حديث لى مرة مع صديقة أختلفنا حول اى أكثر الفقــــد أسى فى القلب !1هل هو فقـد ألام ؟؟أم الاب؟.. الحمد لله أننى لازلت اتمتع باحضان الاثنين معاً لكن رفيقتى اخبرتنى منذ فترة قليلة وهى التى فقدت أمها منذ أربع أعوام ونيــــف..قالت لايوجد أسى ولاحزن يضاهى فقدى لها وشبهتها يوما بالثُريـــــــا ونورها الساطع وسط البيت ونحن نلتف حوله جميعنا .. ذلك النور الذى يجعلنا ننظر لبعضنا بوضوح أقوى ..ونلاحظ ان كان أحدنا قد أدمعت عِينه ..أو أحْمر جبينه...وحالما ينطفى ذلك النور ستظلم فترة ونظطر لاشعال نور بديل أقل وهجاً وأقل دفئاً..نورً شاحباً ..لن يشدنا ذلك النور لنتجمهر حوله ابدا..فلم نعد نلاحظ علامات الشحوب فى وجوهننا لضياع نورنا!!تحدثنى صديقتى بمرارة..كيف انها لم تعد تشعر بطعم العيد كما السابق..فلم تعد البهجة ذاتها ولا التجهيز ذاته..ولم يلفها حضن مهنئ بحرارة مثل ذلك الحضن الذى توارى...قالت صديقتى- حينما كنت أمر باحلك الظروف واقسي الامور كنت اهرع الى أمى والقى بجسمى فى حضنها .حيث تلاعب شعرى ووجهى بيديها وتسرد لى شيئا من قصص ابطالها وهميون لكنهم كانوا شجعان دائما ويشعروننى بان مشكلتى أقل مرارة ..تقول أنها كانت تتكور كالقطة فى حضن امها ويغلبها النعاس عادة وحينما تصحو بوجنتيها الحمراوان من حرارة يدي امها تشعر ان كل الهـــم زال...وكل المشاكل تضائلت....قالت صديقتى كنت فيما مضى عندما استيقظ صباحا يداعب انفي روائح فطور زاكى كانت تعده لى قبل ذهابي لمدرستى ..ولم اكن انهض من فراشي الا بلمس يديها وهى توقظنى فى حنو وهدوء ..الان بعد فقدها استيقظ واهرع راكضة لادفئ بيتنا الذى لن يدفء بكل نيران العالم..واعد فطور أخوتى.وارتب ملابسهم واسرتهم .وحين ينصرف الجميع لاعمالهم تظل هى بالبيت تخاطب جدرانه وتتحسسها لعلها تصادف مكان موضع يد أمـــــها لتهديها لسر قد يرجع بيتهم بذلك الدفء...بذلك الجمال...
لكن هيهـــــــــات...وهيهـــــات ...وهيــــهات.....
(مُهداة لكـــــل من فقد مرفئ رأسي كان قد القئ فيه شيئا من ألم الروح المتقد)
..

ام البنــــــات****

ليست هناك تعليقات: