الخميس، 26 نوفمبر 2009

تقصدني فأكرمك... أطالبك فتغضب !!!

لعل الـدَيْن بين الناس أمر طبيعي جداً, ومع غلاء الأسعار وتأخر الرواتب وقصص الألف لا عامل وعامل صار الدين لبعض الناس أمر لا مفر منه.......لكن وكما أن لكل شيء أصول.. فإن للديْن أصولا وجب علينا احترامها..

فالشخص الذي يقرضك قرشاً جدير بأن ترجع له ذلك القرش متى سنحت ظروفك...وحرى بك أن تتقى الله وتقدر أن ذلك الشخص قد وثق بك حينما أقرضك المال..

للأسف الشديد أن بعضاً من الإخوة والأخوات صاروا يتقاعسون عن قضاء ديونهم، ففي الوقت الذي يفرحون فيه جداً بتفريج احدهم لكربهم فإنهم بالمقابل يتضايقون جداً عند تسديد ذلك المبلغ.. مع أن ذلك واجب عليهم.. فالمسلم حينما يموت يتساءل الناس قبل دفنه عما إذا كان مديوناً أم لا؟

أخرج أحمد وابن ماجه والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه )

روى البخاري - رحمه الله - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله)

لماذا نقطب الجبين ونأخذ موقفاً من الشخص الذي يطالبنا بما علينا من دين؟

لماذا نتسلل من الباب الخلفي كلما طرق ذاك الشخص بابنا؟ ونتحجج أحيانا بأننا لسنا بالبيت.. بل وقد يصل الأمر ببعض الناس إلى تغيير أرقام هواتفهم النقالة لكي يتجنبوا مغبة الخوض معهم في موضوع إرجاع المال !!!!

في الوقت الذي كان في قمة الانكسار والتودد حينما طلب المال...

وهناك من يرجع المال بعد فترة من الإلحاح الذي يحرج الدائن ويجعله يشعر بأنه لا يطالب بحقه.. بل يتسول, وكأن المال للمدين وليس له..

ولا ننسى الفئة التي ترجع المال بعد إصرار وملاحقة شديدة لكنه.......... ناقص... ويبدأ بعدها بتقسيط المبلغ الباقي..

متناسيين أن الكلمة شرف الإنسان..وأن وعد الحر دين عليه.. وأن الله يراقب كل سكناتنا..

لماذا لا نعطى الآخرين حقوقهم تماماً كما نتمنى أن نحصل على حقوقنا كاملة من الآخرين ؟؟؟

كما أن الموت على رؤوس العباد فيفترض بكل شخص فينا أن يسجل كل شاردة وواردة تخص ماله وما عليه من أموال للناس.. تجنباً للمغالطة.. وإحقاقا للحق..


اروى...

ليست هناك تعليقات: