الخميس، 26 نوفمبر 2009

كل الطرق تؤدي إلى الغريقة...

مازال نزيف الموت والدمار المادي والجسدي كل يوم وكل ثانية بفعل هذه الطرق الغير صالحة للاستعمال البشري والحيواني والمنتهية صلاحيتها منذ عقود من الزمن والتي أصبحت من ضمن موروثاتنا الشعبية.

ألم يشعر الأخوة المسؤولين في أمانة المواصلات المبجلين والجهات ذات العلاقة بهذه الخطورة المتزايدة وفي هذا النهر المتزايد يوميا من الأموات والجرحى.

وهل دور أمانة المواصلات والمسؤولين هو البكاء وتقديم العزاء وشرب الشاهي الأخضر في ليالي السهرية الحكواتية في كل حالة وفاة يتعرض لها مواطن درجة ثانية على هذه الطرق المخجلة والتي أصبحت من معالم تخلفنا، في الوقت الذي تُهدر فيه مئات الملايين من الدينارات في أمور أكثر سطحية، وفي الوقت الذي تمر فيه البلاد بطفرة اقتصادية وسياحية من الأجدر أن تكون الطرق الحديثة والمتطورة بأحدث التقنيات هي الواجهة الحقيقية لتقدم مجتمعنا.

الغريب أن موضوع الطرق المدمرة والمستهلكة وهذا النزيف البشري من الأموات أصبحت من مواضيع الساعة التي يتبادلها أغلب المواطنين البسطاء في كل مناسبة اجتماعية ودينية.

سيقول أحد المستفيدين أن هناك مشروع طريق مزدوج وطريق ساحلي وبري إلى آخره من تلك المسميات الجميلة الكاذبة، وأن العقد قد وُقع مع إحدى الشركات المحلية وأن العمل سيبدأ قريبا، والحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع حتى أمناء المواصلات المتعاقبون عليها وبدون خجل أو خوف أن مشاريع الطرق سواء إنشاء أو صيانة لا يجب أن تتوالي عقودها وتنفيذها شركات محلية غير متخصصة ولا تملك الإمكانيات ولا الضمير، ومن الأجدر أن تتولى هذه المشاريع الحساسة إن كانت حقيقة شركات عالمية متخصصة تملك الإمكانيات والضمير، ودعونا من المجاملات التي حرقت قلوبنا وأكبادنا على حساب أرواح هؤلاء البشر الذين أصبحوا ضحية الإهمال من كافة المسؤولين وكان أملنا فيهم كبيرا في أن يتحملوا المسؤولية ويتحلوا بالشجاعة ويبذلوا الجهد حفاظا على أرواح أبنائهم وإخوانهم ومجتمعهم.

أما أضحوكة ما يسمى بصيانة الطرق أو الطرق الزراعية فهي أصبحت خدعة لا تنطلي حتى على الجهلاء والمغفلين.

الغريب أن كل مقابر الجماهيرية تنادي يوميا أريد حالة وفاة طبيعية واحدة لا تسببها حوادث الطرق جراء هذا الإهمال والتسيب واللامبالاة.

ـــــــــــــــــــ

* الغريقة : اسم مقبرة بالجبل الأخضر.

احمـــد العبــره...


هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

من الاخير مسحت كبدي بكلامك يااحمد .....بارك الله فيك وزيدنا من كلامك الي يجي عالجرح