الخميس، 26 نوفمبر 2009

كل عام وأنتم... دايخين... !!


لعمري إنه لشيء محزن ما يحدث لنا نحن الليبيون... فنحن نتمتع بمزايا تختلف عن الشعوب الأخرى... و لا أريد أن استرسل عن الحال و الأحوال التي يمر بها معظم الليبيين من ظروف قاهرة... كما أنني لا أود الغوص في أحوال بسطاء البلاد... فقد تحدثنا كثيرا... وبكينا كثيرا من دون جدوى.

قبل أسابيع... لم يكن هناك حديث في الشارع أو في البيوت... أو في المدارس أو في أي مكان إلا عن مباراة مصر و الجزائر وما حدث بينهما.. حرب أضافت انكسارا عربيا آخرا ناهيك عن الانكسارات العربية المتعددة... حتى الحاج مسعود و الذي لا يطيق كرة القدم والذي قال عنها ( رياضة الجري وراء الريح ) كانت له أراء و أقوال بخصوص هذه المباراة الكارثة...لن أتحدث عن هذه المهزلة العربية خوفاً من الإعلام المصري المندفع بقوة... والمخيب للطموح والآمال.

تناسينا العيد وأسعار الأضاحي التي أعتدنا الحديث عنها قبيل قدوم العيد بشهور... وأقترب العيد... ازدحمت الشوارع.. فقد هبطت الرواتب على المصارف...صارت الطوابير طويلة حتى خرجت من المصارف في شكل تراجيدي يبعث إلى الحزن و المرارة... فالكل متعطش للمس الوريقات المالية و التي يتسنى بها شراء العيد المجهول المصير. أصبحت الطرق أكثر ازدحاما... الأسواق كذلك... كل شيء أختلف على غير العادة و كيف لا... انه عيد الأضحى... !!

وفي ظل ( الزحمة ) و ( دواخ الراس ) أعلنت ليبيا أن يوم الخميس سيكون عيدا طبقاً للحسابات الفلكية التي أعدها مركز الاستشعار عن بعد...واللجنة الشعبية العامة أعلنت العطلة الرسمية و التي تبدأ من يوم الأربعاء الموافق 25 / 11 / 2009 حتى يوم 28 / 11 / 2009 كما أن سعر الأضحية وصل سعره إلى 600 دينار... والمواطن ( ب ع ) يزج به في السجن لأنه أثار قلقاً بداخل أحد المصارف حينما لم يجد شيئاً في حسابه المصرفي... و الحاجة ( ن ) خرجت للشوارع و على قارعة الطريق جلست لتمد يدها للحصول على مبلغ لغرض شراء ( عنز ).. ومعظم العائلات الليبية قررت أن تذبح أضاحيها يوم الجمعة وهم في حالة قلق و اضطراب...وأغلب أئمة و وعاظ المساجد يرفضون تأدية صلاة العيد يوم الخميس.. و ذكرى رحيل صدام حسين تلوح في الأفق ولكنها لم تعد في الذاكرة بسبب الإرباك الواضح الذي ينتشر في المجتمع.

وبما أننا مجتمع يهوى التراسل خاصة في المناسبات و الاحتفالات... فقد تهاطلت الرسائل القصيرة على الهواتف المحمولة وكان آخرها :

(( أخر شي وصل لسوق السعي : حولي صيني... دبل كبده... وينذبح باللمس ))

((كبش العيد امنتش صوفه / قال الوقفه مو معروفه ))

(( كبش العيد بكا بدموعه / مش عارف امته موضوعه ))

(( يانويرتي عليه الكبش / موعارف ايمته ينذبح ))

(( ايمته صارت واي سنين / العيد بلا وقفه ياعين ))

(( نعجه دمعها بداد / علي كبش في قلع هالبه ))

إخوتي و أخواتــــي :

اختفت فرحة العيد... وساد القلق في شوارع البلاد... بينما الحاج ( عياد ) يتساءل ويتساءل : لماذا نحن مختلفون ؟

وكل عام وانتم دايخين.


عزالدين الدويــــلي

ليست هناك تعليقات: