الجمعة، 28 أغسطس 2009

إنطلق نغسل النفوس ...



ها هو شهر رمضان جاء بعد طول انتظار فهو شهر الله وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، وهو شهر الصيام، وهو الشهر الذي تتغير فيه طبائع الناس فكل منا يسعى أن يصوم الصيام الصحيح ليس الصيام عن الأكل والشرب فقط بل صيام الحواس والقلوب أيضاً وأن يشغل في هذا الشهر نفسه بتلاوة القرآن وذكر الله والإكثار من الصدقات ولا يعني كلامنا هذا أن شهر رمضان هو شهر العبادة فقط بل أن عبادة الله تكون على مدار العام، وكلما زدت كان الأجر أكثر ولأن الأجر في شهر رمضان مضاعف فينبغي أن تكون العبادة هي أيضاً مضاعفة حتى لا يفوتنا الأجر وهذا حال أغلب المسلمين في رمضان.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ماذا بعد رمضان؟ هل نترك الصلاة في جماعة ؟ هل نترك تلاوة القرآن ؟ هل نترك الذكر؟ هل نترك الصدقة؟
لا نترك كل ذلك فرب شهر رمضان هو رب الشهور كلها والسعيد هو من زادت طاعته لله بعد رمضان والشقي هو من نقصت طاعته لله فعلينا جميعاً أن نشد الهمة في رمضان ولا نفتر في غيره من شهور الله.

يا هلال الشهر المبارك سمحاً .. نيراً بدد الدجى بالسناء
حين هل على البرية .. أنوارك هلت سماؤنا بالعطاء
هطلت تغمر الربى والمسافات .. وتحي مواتنا بالسماء
فإذا المحل أخضر .. وإذا القفر ربيع يرف بالأنداء
وإذا الأنفس التي ند فيها .. هاجس اليأس أفعمت بالرجاء
حبذا .. حبذا قدومك والغيث .. رديفي خير وصنوي سجاء
توقظ البر في النفوس وتجلى .. ما دهاها من كالح الأرزاء
يا هلال الشهر المبارك مرحى .. واحتفاء بوجهك الوضاء
فانطلق تغسل النفوس علها .. موبقات الأوضار والأدواء
أقبل الناس كلهم داعي الله .. دعاهم فاستبشروا بالنداء
ونسوا بعض ما أقاموا عليه .. واستجابوا للشرعة السمحاء
واستفاقت مساجد الله تكتظ .. بالعباد في الضحى والمساء
إنما بعد بضعة فبيوت الله .. تلوي للمحل والأقواء
وكأن الدين الحنيف سوى موسم .. يفضي من بعده لانطواء
يا هلال لو كان عمرك عاماً .. ليس شهراً مؤذناً بانقضاء
لا تغب إنما غيابك عود .. للشرور الوبيئة الحمقاء

ابوذر...

ليست هناك تعليقات: