السبت، 8 أغسطس 2009

في ضيافة إسعاف البيضاء...


بعد إصرار شديد من الوالدة ذهبت إلى الإسعاف لتلقي الإسعاف السريع الذي يتناسب مع وضعي, حيث كنت أعاني من صداع نصفي شديد, وهبوط واضح.

وصلنا هناك , كانت الإسعاف فارغة نسبيا فرحت وقلت لنفسي إنني سأعالج بسرعة وأرجع لسريري , مكب همومي ومخبأ دموعي, مجرد أن فحصني الطبيب وقاس النبض أصر علي سرعة الذهاب إلى الداخل لتلقي ( التغذية) ومجموعة من الإبر الوريدية والعضلية لتسكين الألم.

ذهبت إلى هناك وانأ أترنح , دخلت وأعطيتهم الروشيتة , تفقدت الموجودات عن اليمين وعن الشمال, آهات, وأنات قطعت قلبي, نمت علي أحد الأسرة بناء علي طلب الممرضة, ولاحظوا امتعاضي إذ أن السرير بلا (ملاية ) تخيلت كم الجراثيم الذي سيفرح باضطجاعي عليه... كم سيهنأ بضمي إليه وانتشاره بجسمي, و قالت لي سأضع لك المحلول،المهم ألا تتحركي أبدآ لمدة الساعات التي ستبقينها هنا, ذلك أنه لا توجد الأجهزة التي توضع بالوريد وأنهم سيكتفون بوضع إبرة عادية بوريدي المسكين , لذا وجب علي عدم الحراك.

تأملت تلك الإبرة في خوف شديدة لأنني أخاف من الإبر أكثر من أنفلونزا الخنازير !!!!

ثم غرزتها بوريدي( فرحت لأني محسيتهاش) وصرت أنتظرها حتى تفرغ, و يدي لم تغادر صدغي لأنني كنت أتألم جدا , في هذه الأثناء قرع الباب بطريقة جنونية حيث كان أحد الموظفين يريد الممرضة التي كانت تعمل تخطيط قلب لإحدى المريضات, وعقلها بالباب وأنا أفكر بالمسكينة كيف ستكون نتيجة التخطيط؟؟ تخرج وتعود إلى المريضة لتكمل عملها مع أن عمل كهذا يحتاج تركيزا..

بعد ذلك وصلت مكالمة إلى إحدى الممرضات والتي كانت ترتدي زيا مختلفا استشفيت منه ومن أصوات ( السياقة اللي كانت تخبط عند روسنا ) أنها عاملة نظافة, جلست بعد تنظيفها السريع تجيب علي المكالمة, ولأنها لم تجد التغطية فإن أفضل مكان كان قربي...

بعد ذلك رن جهاز إحدى المريضات بأغنية عالية صاخبة, وبعد أن أكملت جاءتها عاملة النظافة في خجل مصطنع وطلبت إليها أن تنقل إليها نغمتها , وبدأ نقل النغمات ( فوق راسي بالضبط) وانتم تعرفون أن الصداع النصفي يحتاج إلى ظلام وهدوء , أقسم بالله الواحد الأحد أن رأسي كاد أن ينفجر علي نغمات شيرين وهشام عباس , وفيروز , وكانت جالسه عند حافة سريري وكل حركة تتحركها الفتاة الإبرة تنغرس في جسمي وأتألم, تحملت ثم وجدت نفسي مرغمة أقول لها :

عفوا لكني أعاني من صداع وأنت تنقلين النغمات عند رأسي تماما , رمقتني بنظرة غريبة وتابعت عملها بصمت, غضبت وقلت لها إننا مرضي.. ونحتاج للراحة, غيرت مكانها , رجعت لأنام علي تلك الأريكة الوثيرة التي قطع جلدها أوصالي من شدة الحر, ثم بدأ ( الكشك الليبي ) علي أصوله, للحظة تخيلت أنني بصالة النسيم.. وليس الإسعاف.........

ولاحظت أنها زادت من الصوت نكاية في..

بعد أكثر من ساعتين أخبرتها أنني أريد الخروج لكنهم لم يوافقوا لي إلا بعد إكمال جرعاتي كاملة..

وصداعي اشتد جدآآآ..

وأخيرا صرت أنادي علي إحداهن لتنزع الإبرة اللعينة دونما فائدة لأن صوت النغمات غطي علي صوتي الضعيف الهزيل, صرت أنادي ولا حياة لمن أنادي..

والمحلول انتهي تماما حتى من الأنبوب الواصل لوريدي, بعدها وصلت الممرضة متضايقة لأني قطعت عليها انسجامها, وحاولت سحب الإبرة بعد نزغ اللاصق وكل هذا وهي تنظر إلى حيث صديقاتها وراءها..دونما التدقيق بيدي...

وحينما نزعت ( إبرة جازورا) من يدي.. لن أصف لكم الألم الذي شعرت به وقتها....

هل من الذوق تشغيل نغمات النقال وسط الإسعاف والمرضى.؟

---------------------------

لست كاتبه.. لكنني أحب ليبـــ البيضاء ـــــيا وبعمق...

ليس من الضروري أن اعبر عن نفسي,, لكن قضية غيري هي قضيتي..

أروى...

هناك تعليقان (2):

asa.bas70 يقول...

السلام عليكم
لقد اعجبني هذا المفال ( في ضيافة الاسعاف ) كما يقولون جاء على الجرح حيث انني عنيت من المعاملة السيئة في هذا المستشفاء و لكن لولا رعاية الله الذي قد ساعد على شفاء ابنتي و بعض الممرضات وهن قلة وبعض الدكاترة حيث دخلة ( الواسطة ) فبعض الممرضات عندما كنت على راس ابنتي المريضة طلبن مني الخروج ولكن اصررت على البقاء اذ كانت حرارتها مرتفعة و هى تجلس على الكرسي دون ان ترى حرارتها و عندما قلت لها اريد مقياس الحرارة نظرة قائله هذا ليس عملك واحذت فترة من الزمن ثم جاءت و بعدها جاءت الدكتورة كي تعطينا خروج وعندماا قلت للممرضة بانها مازالت مريضة وبداءات عليها اعراض التشنج قالت لن ابقيها لان دكتورة امرت بذلك ما نزلنا السلالم الى الدور الارضي حتى عادة اليها االحالة و لكن الله لطف بحالي حيث حرارتها كانت 40 لكن مانقوله ان كل راعي مسؤول عن رعيته فاين المسؤول عن المستشفاء فهذه ارواح فكم من طفل توفي بسبب الاهمال و كم من دكتور اجراء عملية وتركى المستشفى دون ان يستيقظ المريض من البنج
و اخيرا اقول ان المسؤول عن المستشفى تقع عليه كل المسؤلية ومن يحاسب امام الله

غير معرف يقول...

المشاكل التى تواجهها مدية البيضاء سببها الجوهرى ناس المدية القبليين والى يتميزو بالجهل والغباء والقبيلية ويتفاخرو بالفساد فهم مجرد سكنة كهوف اصبحو يسكنون فيلات ومنازل ويتسارعون على نهب ثروة بلادهم وتدميرها بالواسذة والمحسوبية