الاثنين، 17 أغسطس 2009

بعض الإصلاح قليل من النظام ...



بكل تأكيد أن ما نشاهده اليوم في ليبيا تجاوز حدود المنطق والعقل حيث صرنا نرى يومياً مواقف كان من المستحيل تخيلها قبل عقود.

هل شاهد أحد منا في أي من البلاد العربية الفقيرة والتي زارها مشاهد الطرق المتعثرة، والشوارع المليئة بالنفايات، والكثير من التجاوزات في تصميم المخططات؟.

من الجميل أن نرى ليبيا تتجه نحو الإصلاح في جميع الشؤون، لكن ما نراه اليوم ليس إصلاحاً بل إفساداً فكيف يستقيم لنا أن نفسد من أجل أن نصلح؟ فهذا أمر لا ترتضيه العقول السليمة.

نحن نرى اليوم صيانة الكثير من طرقنا ولكن للأسف صيانة لم تراع فيها أدنى الشروط الفنية والهندسية والتي يجب مراعاتها عند إنشاءها بل أن تصميم هذه الطرق الحديث أسوأ مما كان عليه سابقاً، فبدلاً من أن تقلل من حوادث المرور زادتها، وسبب ذلك راجع لسوئها. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى نجد أنه عند إنشاء أي طريق واكتمالها تبدأ مرحلة أخرى من إنشاءات وحفريات عليها سواء من جهات عامة كشركة الكهرباء أو البريد أو من جهات خاصة كالتشاركيات والتي تقوم بحفر هذه الطرق مجدداً سواء لمد أنابيب الصرف الصحي أو خطوط الكهرباء والهاتف، وبالتالي هذه الجهات ترجع الطريق على أقل تقدير كما كانت بل تكون أسوأ مما كانت. أليس من الأجدر أن تقوم هذه الجهات بأعمالها قبل بدء أعمال رصف وتعبيد الطريق؟.

وعندما نرى تصميم مخططاتنا العمرانية نجد أنها عشوائية لا تتمتع بمستوى مرتفع من الخدمات والنظافة والذوق العام ولمسات جمال على مبانيها، بل المؤسف أن القمامة صارت منتشرة في قلب كل مدينة (برغم أن هناك جهد يبذل ولكن هيهات عندما تقصر الدولة في مستوى خدماتها إلى جانب عدم وعي المواطن).

وبالرغم من أن المخططات الموجودة لدينا نظمت بموجب قانون إلا أن ما نراه اليوم ليس مخططات بل عشوائيات ولو قام كل شخص بعمله لكانت هذه المخططات على أحسن ما يكون ولما آلت إليه الحال إلى ما نراه اليوم.

وقد قال الخليفة عمر بن الخطاب لو أن دابة عثرت في العراق سيحاسبني ربي ويقول لما لم تصلح لها الطريق يا عمر فهذا ما قاله عمر بن الخطاب منذ 1400 عام (هذه دابة فقط فما بالك بالإنسان). فماذا سيقول يا ترى كل من ولي أمر من أمور المسلمين الآن ويوم العرض الأكبر؟.

ولاشك أن كنا نريد أن نبني ليبيا الغد أن نبني ليبيا اليوم أولاً إذ كيف ننطلق إلى الغد ولا يوجد لدينا اليوم إذا انطلقنا والحالة هذه سنتعثر في الطريق وربما لن نصل للغد ولن ندرك اليوم ولا نريد مزيد من الفوضى والانهيار، بل بعض من الإصلاح وقليل من النظام.

ابو ذر ...

ليست هناك تعليقات: