الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

قهوتي هذه المره ... مره !!!



زخات مطرٍ تساقطت علي شُباك نافذتي تتغنى بصبح جميل وكأنها تخاطبني .. قُم ؟ وأنتفض ودع عنك كسلاً لا مبرر له سوى التقاعس والتخاذل خلف الألحفة الباردة .. وبين أخذ ورد راق لي ما سمِعتْ وتذكرت بعد ذلك أنني علي موعدٍ مع قهوتي الصباحية .. سارعت في ما يجب علي فعله من وضوءٍ للصلاة ومن ثَمْ أسرعت في تغيير ملابسي التي كانت جاهزةً ليس لاهتمام مني بذلك بل لأنها كانت هي ذاك البنطلون الكحلي والفانلة السوداء المتصوفة والحذاء الصيني الصنع .. توكلت علي الله فهو حسبي وأشهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو علي كل شي قدير ، وبسم الله الذي لا يضُر مع اسمه شي في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم بدأت أُخط الخطى باتجاه ( المقهى ) الذي كنت أرتاده لعلى أجد من أتحدث إليه وانتزع منه أخباراً تسُر المَسَمعْ .. وجدت من هم أهل لذلك لكنني لم أتعرف علي أحدٍ منهم .. خيم الصمت علي شفتاي أكتم غيضي وأبكي قهري لعدم تطفلي في حديث راق لي واعتقدت بأني قادرٌ علي إثرائه ، أتت قهوتي المُرة تسترسل بمرارتها داخل فمي المكتظ بتساؤلات لا حصر لها .. رشفة من ذلك الفنجان سارعتُ علي إثرها بإطلاق سراح ألسُنٍ من الأسئلة لأحدهم ، فتبين لي أنه ممن أحيلوا علي ما يسمى بصندوق الإنماء .. تصور جديد.. وفكر سديد.. من سيادة الأمين الجديد.. لحبس أنفاس أخيرةٍ لأولئك المطاريد.. مابين الجنة والنار حائرين أين الجديد المفيد .. سلسلة من عظماء التعاسة أصبحت صفةٌ لأولئك .. حتى تزينتْ خدودهم بأشكال التجاعيد.. وأجبهتهم بطبقة أشبه بالصديد .. دقةٌ في مواعيد الاختيار لتلك القرارات الفاشلة فبينما الكُل يهم في احتضان أضحيته التعيسة التي ستكلفه 250 ديناراً في حسابات البورصة الليبية الموثوق بها ، تبخرت أحلامهم.. وتبددت آمالهم.. فالحسابات فارغة.. والصكوك الممدودة عالقة.. بين رؤوس شائكة .. أن لا لكم اليوم من سبيل سوى استجداء موظف الخطوط الحمراء في الحسابات الجارية الذي سيعطيك الأمل في ساعات طوال لكنها ليست أطول من طابور ممتد يذكرني بذلك اليوم المقيت في الحدود الليبية المصرية .. وبعد جهد منك مبذول تصدم بأن سيادة المدير قد قفل باب الخطوط الحمراء وذهبت مع هذا القرار أحلامكم إلي جهنم الحمراء .. فلا رواتب لكم اليوم لأنكم وقفتم وقوف عرفة .. جديد ليس بالجديد فقد تآكلت أجسادنا بنوع من التعذيب جديد هو ( أسلِمْ تسَلمْ ) .. مع الاحتفاظ والتحفظ علي من تكلم ..

عالم الاحساس (السنوسي خنفر)..

ليست هناك تعليقات: