
" إنا لله وإنا إليه راجعون ..."
جابر سعـــد ...

" إنا لله وإنا إليه راجعون ..."
جابر سعـــد ...













من منا لم يخطئ؟ من منا لم يتخبط فى دياجير الضلالة والمعصية؟ من منا لم يمر بظروف صعبة أحالت حياته إلى جحيم لا يطاق؟ من منا لم يعش ببيئة سيئة جعلت من الفساد أمرا لا مفر منه...
وكما قيل فى الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم بما معناه أن الإيمان يبلى كما يبلى الثوب, فجددوه بكلمة لا إله إلا الله....
( لا اله إلا الله).... فقد يخبو الإيمان أحيانا,, وترجح كفة الشر لدى الإنسان, وان لم يتدارك الإنسان نفسه فقد يضيع تماما.. والله خير حافظا...
وكما نعلم جميعا فإن ظروف عصرنا الراهنة صعبة, ضيقت الخناق على عديد من شبابنا, من غلاء الأسعار وزيادة الأعمار دون إعمار....
بطالة عامة, خمول وكسل يكاد يودى بهم إلى الهاوية, فليس هنالك عدو أشد على الإنسان من الفراغ, وليس كلنا يملك الصبر والتحمل, فهنالك من يلجآ إلى ربه متضرعا وكلما مر به ظرف ازداد تمسكا بالله, وهناك من تقسمه الظروف وتهد حياته وتدمر نفسيته فليجأ إلى الشرب والانغماس فى الملذات وإدمان المخدرات هروبا من ألمه وواقعه المرير,أو ظنا منه بأنه حل لمشاكله,,
ومنهم من يستمر فى غيه وضلاله, ومنهم من يهده الله سبحانه, فيرجع تائبا إلى الله عز وجل, فيرجع أطهر مما كان عليه, علاوة على سيئاته التي بدلها الله له بحسنات, سبحانه الكريم المنان.
وهؤلاء من أعنى بكلامي,, هؤلاء من أقصد.... هؤلاء من يؤرقني حالهم...
فمجتمعنا لا يرحم.. فبعد أن يتوب الشخص من زناه أو شربه للخمر, أو خروجه من سجن دخله بسبب أو ظلما, ينطلق هذا الإنسان التائب النظيف إلى العالم الخارجي, محاولا وبقوة نسيان كل ماضيه والوقوف على قدميه ليعيش حياة أفضل,,, لكن هيهات,, هيهات,,
فهو وهى وهم فى انتظاره,,,ليقولوا له: اذهب فأنت زان,,, ابتعد يا سكير,, مع انه تاب ورجع إلى الله...... والغريب أن الله الذى نعرف أنه من سيحاسبنا,, يغفر ويرحم ويصفح, ويبدل السيئات بالحسنات, ونحن من أمرنا ليس بأيدينا نحقد وننسى أن نتناسى أخطاء الغير, ونعتبرهم مجرمين ما عاشوا على هذه البسيطة, قاطعين بذلك كل فرصة لهم لمحاولة العيش من جديد....
وحتى وإن عاملناهم بلطف, فان تلك النظرة المزدرية لن تبرح أعيننا, وإن جاءونا خاطبين رفضناهم, وغن أرادوا العمل ليعشوا بشرف صددناهم, ولسان الحال يقول,, اذهب... لم أغفر لك أبدآ.......
لماذا؟؟؟ أولسنا بشرا ؟.. نخطئ ونصيب؟ نعصى ونتوب؟
لماذا لا نترك الحساب لرب العباد؟ وندع الخلق للخالق؟
لماذا لا نأخذ بيد من كان سجينا ونعطيه فرصة للعمل والعيش بإخلاص وشرف؟
لماذا موصد الأبواب فى وجه الزناة ؟ ونحن نعلم أن الله غفور رحيم؟؟؟
وما يدرينا لعل لديهم عمل يستحقون به الجنة؟؟؟؟
فلنقف وقفة إنصاف... ولنتعلم الصفح والغفران..
ولنعط المخطئ التائب فرصة ليصلح من نفسه.. ولنأخذ بيده... لكي نجد من يأخذ بأيدينا حينما نخطئ....
__________________________
لست كاتبه., لكنني أحب ليبيــــ البيضاء ـــــا وبعمق...
ليس من الضروري أن اعبر عن نفسي, لكن قضية غيري هي قضيتي...