السبت، 26 سبتمبر 2009

رفاقه عمـــر ****

بعد مرور ثمان سنوات علمت ان صديق عاد من السفر,,ذهبت لاسلم عليه بلهفة ذكرى الايام الخوالى ,,طرقت باب بيت اهله ,,فتح شاب فى مقتبل عمره ذكرنى بنفسي حين كنت صغيرا سلمت عليه بحرارة ,لاادرى لما سلمت عليه هكذا مع انى اول مرة اصادفه وسئلته عن صديقى الراجع من السفرقلت - هل محمود موجود؟- قال بتلعثم لاادرى انا الان فقط وصلت للبيت ,,,اشتممت فى تبريره رائحة حظور من قبلى ليست مرغوبة ,,قلت لاعليك ان لم يكن موجود سا ارجع لاحقا لاسلم عليه,,استدرت لاركب سيارتى واذا بصوت من الداخل ينادينى - حاج موسي انتظر قليلا- التفت للصوت واذا به شقيق صديقى محمود ..رجل فى الاربعين من عمره مستقيم مسالم مؤدب وكريم ,,قال اليس عيبا منك ان تصل الى هنا ولاتدخل ؟؟قلت جئت بشوق لاسلم على محمود لكن يبدو انه غير موجود الان....قال موجود ...موجدو ادخل وسا اعلمه بقدومك....دخلت وتسبقنى خطواتى على غير عادتى فلطالما كنت اجر ارجلى دائما بعناء.لكن اليوم وبلهفة لقائى بصديق عمرى احسست اننى عدت ابن الخامسة عشر من جديد..ادخلنى الرجل لمكان الضيافة.جلست فيها قليلا واستئذن منى ليبلغ اخاه بقدومى.خرج وعاد بعد برهة يحمل معه اكواب من عصير بارد ارتشفناه ونحن نتجاذب اطراف حديث ارغم كلانا على فتحه..مضي من الوقت شيئا ليس باليسير واحسست ان -محمود -تاخر فى خروجه على فقلت بعفوية التصقت بطبعى دائما..ربما كان نائما او مشغولا .رد اخيه قائلا لقد اخبرته بقدومك لكن لااعرف لما لم يدخل حتى الان ..واستئذننى مرة اخرى قائلا ساأتفقده واعود اليك.!! غاب الرجل قليلا وعاد تعلو وجهه نظرة لاتحتاج لتفسير ,,قال وجدته قد خرج مع شخص ويبدو انه لم يسمعنى حين اخبرته بقدومك,,قلت له لاعليك محمود هذا اخى وكم مرت علينا ايام وليالي وذكريات جعلتنا نعرف بعضنا جيدا ..وكيف لا ونحن درسنا مراحل عمرا معا وتوظفنا معا الى ان كان حظه اوفر فى سفره وعمله خارجا فى السفارة ..وها هو بعد تقاعده يرجع الينا لنبدء حكاية شيخوختنا معا ..وههمت واقفا لاارحل وتصادفت بالباب بطفل صغير مسحت على راسه بيدى وقلت من انت ياصغير قال انامحمود -ففرحت برؤيته فهو حفيد صديقى وسمي عليه ..انحنيت له قليلا لاحدثه قائلا ..كن مثل جدك عندما تكبر فهو والله نعم الرجال وقلت له عندما يعود جدك ابلغه سلامى الحار ..رد الطفل قائلا جدى موجود داخل لكنه لايستقبل احدا بلا مواعيد !!!!!!! انتصبت بوقفتى بعد ان احمرت وجنتاى من خجلى واهتز عكازى فى يدى ..وانتبهت لنفسي ...اى والله ...كيف انسي ان هذا الرجل كان مسافرا للخارج مدة ثمان سنوات ولابد انه تطبع بتلك الصفات المنظمة ..ولابد انه تجرد من مشاعرنا الرقيقة فى البحث عن الذكريات والصداقات .وضحكت على نفسي كثيرا وقلت ربما الرجل معذور ربما لم يتذكرنى ..فانا فقد من لازلت اتودد للغير بطيب نية ولكن الغير لايتنازلون حتى فى القاء السلام عليا عادة....ركبت سيارتى ولااعلم كيف قدتها حتى مكان سكنى..ترجلت منها واول ماوضعت قدماى على الارض لاقانى صغير ابنائى قائلا..ماذا احضرت لنا من العم محمود ؟؟؟ وماهى هديتك يا ابي؟؟دخلت ولسان حالي يقول كنت فقط اريد ان اسلم عليه وارى كيف اصبح بعد هذه السنوات .....


أم البنات......تم

ليست هناك تعليقات: