الأربعاء، 16 سبتمبر 2009

هكذا يعيشـــــــــــون !!!








..أنعم الله سبحانه وتعالي علينا بنعم وأفضال عظيمة ، وخصال حميدة ، فرقتنا عن باقى مخلوقاته عز وجل ، فمنا من شكر ومنا من جحدوالغريب المريب فى ذلك أن الطائفتان قد تساوتا فى بعض من الإشارات الدالة على وجوب الثناء لله الواحد الأحد ، كيف ذلك ؟هذه بدع لا تستحب إلا فى هذه الزمن تحديدا" .فاما من شكر فكان شكره منقوص من الإثار وذلك كأن يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، وتلك إشارة" ستعلمون ما هو القصد من وراءها ...وأما الآخر الجاحد فقد انقطع عمله وذهب فيه الرجاء إلى غير رجعة فلن نتحسر ولا ننتظر من وراءه خيرا" كثيرا ... وهذه إشارةثانية وجب عليا الآن البوح بها ,, وقبل ذلك أحبتي الكرام هاكم العنوان الأمثل والأبرز فى سطر لا يتعدي الكلمتان ...
___ هكــذا يعيشــون ____
ما هى إلا إشارتى إليكم فقد وجب عليا تذكيركم ياسادة أننا نحتاج من ذلك الإسم إلى تلكالحسرة ثم النقمة على أولئك المفسدون ... وستعجبون أنتم الآن مما قد لخصت لكم من تلك الأسطر المتباعدة ، أنها القصة والرواية وتساقط الأوراق التوتية قبل الدموع المنكسرة على خد جرداء جدباء من عيون قد لا تعرف الرأفة وحب الآخرين ... وسأطلعكم الان كيفبدات الرواية إن صحت التسمية ...____ قد كانت الإنطلاقة قبيل آذان المغرب بنصف الساعة حسب التوقيت المحلي لمدينة البيضاءوبصحبة رفيق دربي ( العمدة ) اما المكان فكنا نجهله تماما" إلا اننا لذلك الوصف المبين ذاهبون أنطلقنا محملين بما جاد به أهل الكرم والخير نتجاذب أطراف الحديث بعد ان دلنا احد ألأصدقاء على أسرة قد ذاق بها الحال وأصبحت فى سجلات الجوع والعطش .. فلا ماء ولا غذاء ولا مسكن يليق بأدنا درجات الآدمية ...هكذا قيل .... وبعد أن تعثرت سيارة (العمدة) بين هضاب وطرق وعرهوأصبح السير بالسيارة أمر صعب أتانا اليقين حينها أننا أمام أمر جلل ... نظر إلي ( العمدة ) قائلا" هل نحن ذاهبون إلى أدغال إفريقيا ؟ أم أننا فى أعالى هضاب الغجر ؟ فتبسمت والخوف من أننا قد ضيعنا الدرب... وسلكنا مسلكا" صعب ... وبعد قرابة النصف ساعة من المسير هنا وهناك وصلنا إلى المبتغي أو بمعنا" أصح إلى الهدف المنشود ( الحاجه حواء ) و( الحاجه مستوره )عجوزان قد بلغن من العمر أرذله لا ولد خصهما بالسؤال ولا زوج يتدبر أحوالهما ... يسكنان فى ذات البيت لأحد الإقطاعيين ممن جلعوا حفر الأفاعي وملاذ العقارب غرفا" إسمنتيه يعلوها الصفيح الساخن صيفا" وغربالا" بأعين مفتوحة فى فصل الشتاء ...وبثمن قد تجاوز الخمسون دينارا" للشهر الواحد ، مع أنها فى مجملها لا تساوى درهما" واحدا" ... أستقبلنا بالتهاليل والتراحيبمن الحاجه حواء وجارتها فى مساكن الذلة الحاجه مستوره وكأننا اليد التى ستمتد وتأخذهن إلى عيش رغيد وحياة أفضل ...آثر رفيقى العمدة أن لا يصاحبنى أثناء الدخول إلى كوخ الشقاء ذلك ، لأن لا يزيد من الحرج الواقع على تلك الفتاة الصغيرةالتى ما إن دخلنا حتي هرعت تركض باتجاه معاكس لنا حتي لا نراها فى وضع تفتقد فيه إلى آدميتها من ( حلاليق ) تستاء منهاالجان والقوارض المنتشرة بشكل مريح وظاهر للعيان ...دخلت وكلى أمل أن أجد شئ أستند عليه على أننى أعيش فى دولة ليست هى الجماهيرية العظمي ... وتخيلت نفسى معصوب الأعين لمدة ساعات أو أيام ثم أفتحها حتي أحلف بالله مسبب الأسباببأنى لست فى مدينتى البيضاء ولا حتى فى ليبيا العظمي من هول ما رأيت ... أكوام من النفايات الملقاة على هيئة هرم من أهراماتعجائب الدنيا التي أصبحنا نمتاز بها ولكن بشكل مغاير لأن لا أحد أصبح يضاهى بلادنا (الجميلة) فى تفننها بإذلال مواطنيها وبشكل عجيب ... صراصير بشتي ألوانها تمرح كما لو أنها فى نزهة ... والبارع المتميز فى فن التسلق ( البوبريص ) أصربل وألح على أن يغتنم تلك الفرصة الذهبية ويمتعنا بعرض عسكرى أمام المنصة إحتفالا" بالأربعينية الخالدة ... ( دورة مياه )لم أجد فيها ما يجعلها تؤكد الآدمية المنشودة ... مطبخ إستشفيت من تواضعه أنه قد دفن الموائد ذات الألوان والأصناف تحت التراب وصلي عليها صلاة جنائزية ... غرفة تخترقها الشمس الساطعة من كل جانب لكى تسجل أول حسنة تحسب لصالح من بداخلهافرش" وأثاث لا يعترف إلا باسمه فقط ...أما تلك الفتاة الصغيرة هى من كانت تستحق الذكر حين سؤالى لها كيف حالك ؟فأجابت ( الحمد لله ) كلمتان أسقطت ما تبقي من بقايا دمع كنت قد أعتقدت بأنه قد جف حين وفاة والدى رحمه الله ...لم تشأ أن ترمي بهموم ومعاناة اعتقدت المسكينة أنها لها وحدها لا ينافسها فيها أحد . فقط لأنها ولدت لكى تمتهن حياة البؤس ... أجواء" حميمية" عشتها مع أمهات لا تربطنى بهن علاقة عرقية لا من قريب ولا من بعيد إلا أنها الغيرة والأمانة التى أثقلتنى وعلىإثرها حلفت بجهد ايماني أن لا اجد الراحة ورغد العيش وهناك من هم يتضورون جوعا" ومن هم يلهثون وراء قطرة ماء ...آذان المغرب كان قد دخل ليكون هو الشاهد الوحيد على إدخال البهجة فى قلوب من إستأنسوا بنا ونحن نمددهم بما تيسر من سلعوأغذية أساسية ربما تكفيهم لعدة أيام ... كبرت الحاجه حواء بثلاث تكبيرات معلنة" ميلاد حياة أفضل ربما لأيام فقط ...أما الحاجه مستوره فلم تتمالك نفسها العفيفة عندما ودعتنا بذرف للدموع قاطعة" به شتات أفكارها فى عدة تساؤلات ...أنحن ليبيون ؟ أحرار" فى دولة لا تعترف بالآدمية إلا فى شرذمة أكلت الأخضر واليابس ؟ هل كتب علينا العيش لكى نموت ؟وأين نحن من كل ما يحدث من تبذير وهدر لأموال صرفت على أمور تافهه ؟ أم أننا لا نحمل جوازات خضر ... أم أنه قدر لنا أن نحبك يافقر ؟ تناقضات عديدة كأن تفرش الأرض ببساط أخضر ليس من فصيلتها وتنتصب الأشجار الإصطناعية بلونها الأحمر لكى تكون العلامة السوداء فى جبينك أيها الجبل الأخضر وفى دولة يحكي أنها خضراء ... أين الإعتراف بمن صنعوا مجدك ؟أين هى الوعود الكاذبة ؟ الأرض ليست ملكا" لأحد - وحتي الغابات قد تحولت إلى منتجعات للأغنياء الأغبياء ...البيت لساكنه - أكل عليها الدهر وشرب ... وحدات سكنيه - سجلت لأولاد فى بطون أمهاتهم ... وما حكاية الحاجه حواء وجارتها الحاجة مستورة إلا قليل" من كثير فيض إزدانة به حواري المدينة الحالمة التى هى الأخري قد ماتت زعلا" علىأحوال الرعية فى يوم ميلاد الأربعينية ... أحبتى الكرام ها قد أتي عليكم اليوم وأنتم فى غفلة من أمركم فسارعوا إلى مغفرةمن الله الفرد الصمد لتهذيب الأنفس بالمساندة فى فعل الخيرات وإكثار الصدقات لأخوة لكم عافتهم البلاد ولم تعرهم إهتماما"ولا يكون الإتكال إلا على من يستحق التوكل ، إن كان فى العمر بقية سأهديكم أجمل تحية لا لشئ إلا لأننى أحبكم فالله .......... هكذا يعيشون ـــ ستكون هى السلسلة التى ستكشف ما وراء الكواليس ,, وتذهب بكم بعيدا" وفى كل الدهاليس ...

عالم الاحساس...

ليست هناك تعليقات: