الجمعة، 26 يونيو 2009

فجعتين في الراس يوجعـــن :


فى منطقة جبلية وبعيدة عن المدينة ..تناثرت هناك بعضا من بيوت الصفيح (الزينقو) سكنها قوم بسطاء الى درجة السذاجة ..وطيبون الى درجة (الدروشة)...تلك المنطقة ينظر لها بعض من سكنوا المدن بعين القرف والتقزز لانها لاتتمتع بمميزات الحياة المدنية ...لاتحتوى على اضاءة او ماء ..ولاطرق معبدة.. و صالات للرياضة ولاحتى (للبلياردو او الجنتونى)..تكثر فى تلك المنطقة رؤيتك للخٍراف والماعز والبقر وكثير من الحمير .... وبالرغم من تلك الصعوبات فى الحياة الا انهم كانوا يعيشون سعادة مطلقة ..لانهم لم يتعبوا روؤسهم (ذات الشنانى الحمر)بالتفكير فى سداد فاتورة هاتف او كهرباء ...ولم يهتموا بغلاء الاسعار للسلع ...لانهم لايعرفون تلك السلع اصلا ...فهم لايأكلون الا -الرز والمكرونة والكسكو والبازين - )ولم يعرفوا ان شكلاطة (فيريروا روشيه...منعت من دخول البلاد لانها تحتوى مواد مسرطنة ...ولم يتكبدوا عناء النظر الى بلد المنشأ لزبدة لورباك الدنماركية ...التى لم يقاطعها اصحاب العقول النيرة اكراما لرسولنا..... اولئك القوم لايعرفون ماهو (الكرواسان .) لانهم لم يتذوقوا الا خبز الشعير ....الشعير الذى كانت تحصدة السيدة (مبروكة) فى ايام حارة والعرق يتصبب منها وتنضفه وتطحنه (بالرحى) وعلى تغنى عليه بكلمات تطرح البركة فى مأكولها...زوج الحاجة مبروكة (شايب طايح على وجه) ولايكسب الكثير من البذر والحصد ..لكنه راضى بعيشته الهنية والتى تمنكه فى اخر الليل من الاستلقاء على (مخدة صوف ) تاخذه الى اجمل الاحلام.....هكذا هى الحياة ببساطة فى تلك الاماكن التى نتقزز منها احيانا ......صباح يوم جميل كان الحاج (مسعود) مستلقى امام باب (براكته) مستمتعا بحمام الشمس اليومى .فأذا به يرى سيارة ليست من ذوات (الرفارف الطايرة ولفريتشات المكسورة .) عرف انها لاحد الاشخاص الذين يعرفهم ..نهض الرجل من مكانه وتقدم للامام حتى وصل لمكان وقوف السيارة .ورحب على السائق بحرارة .واخذ يسحبه لداخل الكوخ بشي من فرحة المضيف بضيفه ...لكن الضيف من سكان المدينة طبعا ولم يتنازل لدخول ذلك الخم وزاد من عدم دخوله انه راى ان داخل الكوخ (ماغايبة لامعيزة ولابقرة ) ففضل جلوسه خارجا حتى يقول ماجاء من اجله ويرحل....تنحنح (ولد لبلاد )وعدل من جلسته وربطة عنقه التى كانت نشازا فى ذلك المكان ...وقال ...ياحاج مسعود - راهم يوزعوا فى حصصنا متاع قطع الاراضى اللى فى سيدى محمد الحمرى .وانا دزنى لك الوالد بيش انشيلك معاى عشان توقع وتاخذ حصتك... وفى نفس الوقت الذى اكمل فيه ذلك الشاب كلامه انطلقت زغروته من البيت عرف مسعود انها من زوجته المعروفة با ستراق السمع ..فيبدو انها لم تستطيع ان تخفى فرحتها (وكشفت بروحا)..وبعد جهد جهيد فى عزومة حارة من الحاج لكى يتغد ى ذلك الشاب عندهم ..لكنه ذلك (البلبول)قال بشي من الدلع وهو يمسح راسه الذى يبدو ان (الجل ) جف فوقه...لاشكرا ياعمو والله فطرت همبورغر مع الشباب فى العمل....(استاعض الشايب ) لكن مشاها وخلاص....ذهب تلك الليلة وباتها فى المدينة من اجل ان يوقع تلك الاوراق فى صباح اليوم التالى...وعاد فى ذلك المغرب لبراكته لاقته (مبروكة) بزغروته قوية جدا هذه المرة بسبب جمال لون ورائحة النقود ...جلست بجانبه واحضرت (قدح لبن وتمر) كا رشوة من اجل ان يجود عليها باليسير ..لكنه (غم رسمى) واتكأ على تلك النقود ونام ليلتها فى الصباح قرر ان يشترى سيارة جديدة بتلك النقود ..ويبدو ان هناك شيئا اخر يريد ان يشتريه ...وظب اغراضه ورحل للمدينة لبضع ايام وعاد ..عاد يركب سيارة جديدة جدا خرجت (مبروكة كالعادة ) بزغروتة قوية وتبعت تلك الزغروته رشات من (السكر ) فوق(سارية العجل الجديدة)...قالت ماشالله ياحويج على هالكرهبا مبروك مبروك .... احد ابناء الحاج سئل (ايسما الكرهبا هذى ياباتى ايش اسمها؟؟) اتكأ الحاج (مسعود ) على (كوفنى) تلك التيوتا وقال (هذى اسمها فجـــــــــــعة) .....انتفضت مبروكة من مكانها وقالت ...ونا كنك ماجبتلى حاجة معاك ياحويج ) قاللها غير اصبرى حتى انتى فجعتك فى الطريق ....فرحت المسكينة كثيرا بهذه الكلمة ولم تكن تعرف ان فجعتها هى ( ضرة ارملة ) كان الحاج قد وضع عينه عليها وهو فى مشوار المدينة ........ياالله ما اجمل الحياة ببساطة دون ان تدخل النقود فتهدم كل تلك الملامح الجميلة ..........
ام البنـــــات...

ليست هناك تعليقات: